ثلاثاء, 09/20/2016 - 11:27
مارين لوبين تريدها هادئة ومطمئنة
مارين لوبين تريدها هادئة ومطمئنة
مصطفى الطوسة
إنه تغيير جذري يعيشه المشهد الفرنسي في الفترة الحالية وعشية انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية. أن تحاول رموز اليمين المتطرف إظهار وجه الاعتدال السياسي في الوقت الذي تركض فيه باقي القوى السياسية بزعامة اليمين التقليدي وراء الخطاب المتطرف والمقاربات المتشددة. مارين لوبين أيقونة اليمين المتطرف تجسد هذه الحالة. ففي مختلف خرجاتها الإعلامية تحاول زعيمة الجبهة الوطنية إعطاء وجه جديد لحزب متطرف بنى مجده السياسي على كره الأجانب وإنتاج خطاب عنصري داخل غلاف ما سمي إعلاميا بالأفضلية الوطنية.
حزب مارين كان يعيش تحت قيادة مؤسسه جان ماري لوبن في صراع مفتوح مع قيم الجمهورية. تجربة وتاريخ مليء بالأحداث عاشه تحت سيل من الملاحقات القضائية بسبب مواقفه اتجاه الماضي الدموي للنازية واشكالية المحرقة التي استهدفت الطائفة اليهودية وبعض الأقليات الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية بقيادة أدولف هتلر تسببت في ملايين الضحايا. اكتسب سمعة الحاقد على الأجانب المعادي للسامية والمشعل للفتنة الطائفية. وانطلاقا من هذا الواقع فشل حزب الجبهة الوطنية خلال سنوات طويلة من استقطاب ود الفرنسيين وبقي على هامش الخريطة السياسية يلعب دور البعبع المخيف. لكن في السنوات الأخيرة فرضت الجبهة الوطنية أجندتها وخطابها على المشهد السياسي الفرنسي.
هناك عدة أسباب ساعدت اليمين المتطرف في عملية صعوده. الاول يكمن في تدفق تاريخي للهجرة على السواحل الأوربية فارين من جحيم الحروب السورية والليبية. هذا التدفق المفاجئ والكثيف شكل تهديدا حيويا على التوازنات الاجتماعية الأوروبية ...ما أعطى زخما لخطاب الأحزاب الشعوبية التي كانت تستعمل اشكالية الهجرة كأرضية أساسية للاستقطاب وممارسة الفعل السياسي. العنصر الثاني تجسد في الاعتداءات الاٍرهابية التي ضربت فرنسا وأوروبا في الأشهر الاخيرة والتي كان من تداعياتها أن جعلت التخوفات الأمنية في صلب الاهتمامات الآنية. واللافت ان حزب الجبهة الوطنية كان استحوذ على هذه الإشكاليات وجعل منها رأس ماله السياسي.
مارين لوبين حاولت ان تغير وجه وسمعة الحزب. هي تناضل من أجل إقناع الرأي العام الفرنسي أنها وخلافا للاتهامات الموجهة لحزبها وخلافا لما يوحيه تاريخها لن تشعل نيران المواجهة والاحقاد الطائفية. وأنها غيرت فلسفة الحزب من كتلة متطرفة الى حركة تهدف الى إرساء ما أسمته في شعاراتها الانتخابية بفرنسا هادئة ومطمئنة. وقد قوبل هذا المنعطف السياسي للجبهة الوطنية بحذر وريبة من طرف باقي مكونات المشهد السياسي الفرنسي ...بين متهم لمارين لوبين بالخديعة السياسية ومشكك في نواياها العدوانية الدفينة. هناك داخل اليسار الحاكم واليمين المعارض من يعتقد ان الجبهة الوطنية تقوم حاليا بعملية تلميع واجهتها لمحاولة طمأنة الرأي العام الفرنسي الخائف من انزلاقات اليمين المتطرف في حال اقترب من مقاليد السلطة
مصطفى الطوسة
إنه تغيير جذري يعيشه المشهد الفرنسي في الفترة الحالية وعشية انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية. أن تحاول رموز اليمين المتطرف إظهار وجه الاعتدال السياسي في الوقت الذي تركض فيه باقي القوى السياسية بزعامة اليمين التقليدي وراء الخطاب المتطرف والمقاربات المتشددة. مارين لوبين أيقونة اليمين المتطرف تجسد هذه الحالة. ففي مختلف خرجاتها الإعلامية تحاول زعيمة الجبهة الوطنية إعطاء وجه جديد لحزب متطرف بنى مجده السياسي على كره الأجانب وإنتاج خطاب عنصري داخل غلاف ما سمي إعلاميا بالأفضلية الوطنية.
حزب مارين كان يعيش تحت قيادة مؤسسه جان ماري لوبن في صراع مفتوح مع قيم الجمهورية. تجربة وتاريخ مليء بالأحداث عاشه تحت سيل من الملاحقات القضائية بسبب مواقفه اتجاه الماضي الدموي للنازية واشكالية المحرقة التي استهدفت الطائفة اليهودية وبعض الأقليات الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية بقيادة أدولف هتلر تسببت في ملايين الضحايا. اكتسب سمعة الحاقد على الأجانب المعادي للسامية والمشعل للفتنة الطائفية. وانطلاقا من هذا الواقع فشل حزب الجبهة الوطنية خلال سنوات طويلة من استقطاب ود الفرنسيين وبقي على هامش الخريطة السياسية يلعب دور البعبع المخيف. لكن في السنوات الأخيرة فرضت الجبهة الوطنية أجندتها وخطابها على المشهد السياسي الفرنسي.
هناك عدة أسباب ساعدت اليمين المتطرف في عملية صعوده. الاول يكمن في تدفق تاريخي للهجرة على السواحل الأوربية فارين من جحيم الحروب السورية والليبية. هذا التدفق المفاجئ والكثيف شكل تهديدا حيويا على التوازنات الاجتماعية الأوروبية ...ما أعطى زخما لخطاب الأحزاب الشعوبية التي كانت تستعمل اشكالية الهجرة كأرضية أساسية للاستقطاب وممارسة الفعل السياسي. العنصر الثاني تجسد في الاعتداءات الاٍرهابية التي ضربت فرنسا وأوروبا في الأشهر الاخيرة والتي كان من تداعياتها أن جعلت التخوفات الأمنية في صلب الاهتمامات الآنية. واللافت ان حزب الجبهة الوطنية كان استحوذ على هذه الإشكاليات وجعل منها رأس ماله السياسي.
مارين لوبين حاولت ان تغير وجه وسمعة الحزب. هي تناضل من أجل إقناع الرأي العام الفرنسي أنها وخلافا للاتهامات الموجهة لحزبها وخلافا لما يوحيه تاريخها لن تشعل نيران المواجهة والاحقاد الطائفية. وأنها غيرت فلسفة الحزب من كتلة متطرفة الى حركة تهدف الى إرساء ما أسمته في شعاراتها الانتخابية بفرنسا هادئة ومطمئنة. وقد قوبل هذا المنعطف السياسي للجبهة الوطنية بحذر وريبة من طرف باقي مكونات المشهد السياسي الفرنسي ...بين متهم لمارين لوبين بالخديعة السياسية ومشكك في نواياها العدوانية الدفينة. هناك داخل اليسار الحاكم واليمين المعارض من يعتقد ان الجبهة الوطنية تقوم حاليا بعملية تلميع واجهتها لمحاولة طمأنة الرأي العام الفرنسي الخائف من انزلاقات اليمين المتطرف في حال اقترب من مقاليد السلطة
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments
Post new comment