استقالة ماكرون عملية موجعة لهولاند

استقالة ماكرون عملية موجعة لهولاند
مصطفى الطوسة

خروج امانويل ماكرون من التشكيلة الحكومية ضربة موجعة لفرانسوا هولاند. فبالرغم من ان مختلف المؤشرات كانت توحي ان وزير الاقتصاد كان يهيئ سياسيا لاستقالته وذلك عبر انشاء حركته السياسية السائرون الى الامام فان الإعلان عن هده الاستقالة و الظروف السياسية التي تحيط بها تشكل انتقادا لاذعا لأداء الرئيس فرانسوا هولاند في الوقت الذي يستعد هذا الأخير طلب ثقة الفرنسيين لولاية ثانية. 

في الأشهر الأخيرة طفت الى السطح تناقضات قوية بين مانويل ماكرون ورئيس الحكومة مانويل فالس. في الوقت الذي كانت هذه المشاريع الإصلاحية التي قدمتها الحكومة تواجه معارضة عنيفة في الشارع السياسي الفرنسي وقف امانويل ماكرو على قارعة الطريق كالرجل المتفرج. لم يعبر عن تضامنه مع المحنة التي يمر بها الاداء الحكومي بالرغم من أشهر القوانين الاصلاحية التي سنت في عهد هولاند تحمل أسم إيمانويل ماكرون.  همس في آذان الصحافيين تحفظه ومعارضته للأسلوب الذي يتبعه اليسار الحاكم لتطبيق العملية الإصلاحية.  فهم من مواقف ماكرون انه لا يتضامن مع فلسفة الحكم التي أقرها قصر الاليزي والتي يجسدها مانويل فالس.

بين الرجلين شبت حرب باردة ومنافسة قوية. الاثنان يتنافسان حول منصب الوريث الرمزي والفعلي لفرانسوا هولاند. المبادرة السياسية التي أطلقها ماكرون تثير اكثر من تساؤل ...هي تعبير عن قطيعة مع فرنسوا هولاند. البعض اعتبرها خيانة لان ماكرون يصنف بصنيعة هولاند. هو الذي اخرجه من بنك روتشليد وعينه مستشارا اقتصاديا لقصر الإليزيه و بعد ذلك وزيرا للاقتصاد خلفا لا رنو مونتبورك. بعد ذلك طور ماكرون طموحه السياسي انطلاقا من استطلاعات الرأي التي اظهرت رفض الفرنسيين للمقاربات التقليدية. خرج على الرأي العام بمقولة انه لا ينتمي لا الي اليمين ولا الى اليسار. ،ان لديه حلولا لإطلاق عجلة الاقتصاد الفرنسي و تحرير طاقاته .

لكن عيوب الرجل ونواقصه قد تمنعه من تحقيق أهدافه. أول هذه العيوب ان ماكرون لم يسبق له ان تقدم الى انتخابات او ربح منصبا عبر الاقتراع العام. فالجو الانتخابي الحقيقي الذي يتميز بعنف الواقع غريب عنه. ثاني العيوب انه لحد الساعة لا يملك ماكينة حزبية متجذرة في النسيج الاجتماعي الفرنسي تدعم طموحه. ثالث هذه العيوب انه باستثناء بعض الأوساط الإعلامية ومعاهد استطلاع الرأي التي تنظر اليه كمنتوج سياسي جديد وجذاب لا يوجد دليل على ان ماكرون استطاع استقطاب شرائح واسعة من المجتمع الفرنسي. ومن تم قناعة البعض من ان هذا الرجل وحركته  السياسية لا تعدو كونه فقاعة صيف قد تندثر مع اول زوبعة خريف. لكن وفي انتظار هذا الواقع هو عكسه يبقى الرئيس هولاند هو الذي سيدفع ثمن هذه الانفصال الذي يشبه الخيانة و هذا الطلاق الذي يقترب من اعلان حرب شبهه البعض بتمرد بروتوس على سيزار
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.