من عبر الدورة الثانية في انتخابات المناطق الفرنسية

من عبر الدورة الثانية في انتخابات المناطق الفرنسية
مصطفى الطوسة

بعد زلزال الدورة الأولى حيت حققت الجبهة الوطنية اختراقات انتخابية غير مسبوقة عرفت الدورة الثانية زلزالا معاكسا بعد ان فشل اليمين المتطرف بالفوز باي منطقة حيث خسر رموزه مثل مارين لوبين في الشمال مأذون مارشال لوبين في الجنوب و فلوريان فليبو في الشرق معركته ضد اليمين الجمهوري ... عدة أسباب كانت تقف وراء هذا الفشل ...السبب الأول يكمن في نسبة المشاركة التي كانت كثيفة بالمقارنة مع الدور الأول ...ما يعكس اهتمام الناخب الفرنسي برهانات هذا الاستحقاق في فصوله النهائية ...و السبب الثاني يكمن في نجاح إستراتيجية بناء سد جمهوري يقف حاجز منيعا امام رموز اليمين المتطرف بلورته القيادة الاشتراكية التي ذهبت الى حد الدعوة الى التصويت على مرشحي اليمين التقليدي المنافس ...

ويعتبر المراقبون ان حملة الانتخابات الرئاسية قد بدأت فور الإعلان عن هذه النتائج اذ يتوقع ان تكون لها ارتدادات على قيادة الأحزاب و توجهاتها ...نتائج هذه الانتخابات لم تفرز منتصرا شاملا او خاسرا كبيرا ...فالحزب الاشتراكي بزعامة إعلامية لرئيس الحكومة مانويل فالس استطاع ان يضرب عصفوريين بحجرة واحد ...ان يحافظ على  خمسة معاقل مهمة و ان يساهم بشكل حاسم في عملية حرمان الجبهة الوطنية من فوزها الكاسح ..أما حزب  الجمهوريين بزعامة نيكولا ساركوزي فقد فاز بسبعة مناطق دون ان يعطي الأنطباع ان هناك موجة زرقاء استطاعت ان تجتاح الخريطة السياسية الفرنسية و ان تجسد غضب و الفرنسيين و امتعاضهم  من سياسية اليسار الحاكم.. أما اليمين المتطرف فبالرغم من انه لم يحصل على اي منطقة فانه استطاع ان يعطي الدليل انه أصبح رقما هاما في المعادلة السياسية لا يمكن تجاهله او تجاوزه...

و قد اجمع المراقبون على اعتبار ان الخاسر الأكبر في هذه الانتخابات هو نيكولا ساركوزي من حزب الجمهوريون حيث تصاعدت وثيرة الانتقادات ضده داخل الحزب بسبب مواقفه الغامضة اتجاه اليمين المتطرف عندما رفض منطق  السد الجمهوري لمنع اليمين المتطرف من تمدده ... و قد ارتفعت أصوات تطالب بتسريع تنظيم عملية الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح اليمين للرئاسيات المقبلة  و من المرتقب ان تزيد حدة التنافس داخل عائلة اليمين و تنمي حملة الانتقادات ضد خيارات القيادة الحالية ...

اما بخصوص اليسار و بالرغم من نبرة التواضع التي طبعت خطاباته و مواقفه إلا ان الرجل الذي جسد المقاربة السياسية التي حالت دون تحقيق اختراق تاريخي للجبهة الوطنية هو رئيس الحكومة مانويل فالس ...و ستكون لهذه المواقف التاريخية في لحظة حرجة  ثمن سياسي سينعكس   بطريقة او باخرى على  توزيع الأدوار التي ستلعبها مستقبلا رموز اليسار في المعدلات السياسية المقبلة و كتب بعض المعلقين أن نجم مانويل فالس الذي كان خافتا على مستوى السياسة الاقتصادية و لاجتماعية سطع بقوة في هذه الفترة الانتخابية  ...             

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.