أوروبا بين عبء اللاجئين و هوس الهجرة السرية

أوروبا بين عبء اللاجئين و هوس الهجرة السرية
مصطفى الطوسة


في الظرفية التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي و المتوسط هناك خلط كبير لمفاهيم تخلط بين لاجئين و مهاجرين سريين..فطوابير اللاجئين التي تطرق باب الاتحاد الأوروبي عبر البوابة البلقانية و الليبية تولد القناعة لدى الرأي العام الأوروبي انها جاءت لتضايقه في سوق العمل الأوروبي المتأزم أصلا.. و من تم التصرفات العنصرية الرافضة لقبول هؤلاء اللاجئين . و على خلفية هذا الخلط ارتفعت أصوات في أروبا لإقامة مراكز فرز حيث  يتم السماح للاجئين السياسيين و الإنسانيين بالدخول  و رفض المهاجرين السريين الذين  يريدون استغلال أزمة سوريا للولوج إلى دول الاتحاد الأوروبي و على خلفية هذه الخطوة هناك دعوات لإعادة النظر في اتفاقية دبلن لاستقبال اللاجئين الذي يضع كل عبء الاستقبال على البلدان الحدودية لدول الاتحاد الأوروبي... 


اما الأسباب التي تقف وراء تفاقم هذه الظاهرة هي الحروب التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط فالأزمة السورية التي وضعت ملايين السوريين بين كماشة نظام قاهر و أنياب مجموعات إرهابية متشددة  أرغمتها على النزوح و التفكير في مغادرة سوريا .. و أمام الأوضاع الأمنية و الاقتصادية المتردية في بلدان الجوار يختار هؤلاء اللاجئون التوجه إلى دول الاتحاد الأوروبي التي يعتبرونها أكثر أمنا لعائلاتهم و ضمانا لمستقبلهم.. و من بين الدول الأوروبية الأكثر جاذبية لهولاء اللاجئين نجد ألمانيا التي كانت صدرت عن مستشاراتها تصريحات مفادها ان ألمانيا ستمنح اللجوء لأي سوري وصل أراضيها ...هذه التصريحات أزعجت باقي الحلفاء الأوربيين لألمانيا لأنهم اعتبروها تشجيعا عنيفا لموجات الهجرة الى ألمانيا...


بي غضون ذلك هناك تخوف الأساسي من هذه الظاهرة من طرف الأوروبيين ان تتسبب هذه الطوابير من المهاجرين في اختلالات أمنية و اجتماعية بسبب العبء الاقتصادي التي ستتحمله دول الاتحاد  الأوروبي في حال فتحتت أبوابها لهم خصوصا ان اقتصاديات هذه البلدان لا زالت تئن تحت وطأة أزمة اقتصادية ..بالإضافة الى رفض قاطع لاستقبال مهاجرين مسلمين قد تسبب وجودهم في توترات اجتماعية في أوروبا خصوصا وان الحركات السياسية المتطرفة تستغل مثل هذه الأحداث و توظفها في أجندتها الانتخابية الداخلية ...فمثل هذه الأحداث من شانها ان تشجع الحركات العنصرية الحاقدة على الأجانب ..  

على خلفية هده الأزمة الحادة التي تعيشها دول الاتحاد الأوروبي و هي تواجه خطر تدفق مئات الآلاف من المهاجرين على أراضيه ...هناك قناعة قوية لدى مختلف الفاعلين في هدا المجال ان الحل ينقسم إلى شطرين الأول هو تنظيم عملية استقبال اللاجئين بصيغة ترقى الى قيم الاتحاد الأوروبي عبر توزيع عادل لحصص اللاجئين و تحسين ظروف استقبالهم . والشطر الثاني يكمن في إيجاد حل  جدري لمعالجة منبع النزيف وهو محاولة إيجاد حل سياسي للازمة السورية و إعادة  بناء دولة مركزية تضبط الأمن في لبيبا وتضع  حدا لوضعها الفوضوي  المصدر لقوارب الموت اتجاه أوروبا...  

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.