أيوب الخزاني .. اللغز و التحديات

أيوب الخزاني .. اللغز و التحديات
مصطفى الطوسة


لغز بكل معنى الكلمة يشكله أيوب الخزاني الشاب من أصل مغربي الذي تقول اجهزة الأمن الفرنسية انه كاد ان يتسبب في كارثة إرهابية لم يسبق لها مثيل لولا تدخل مسافرين منعوه من تحقيق أهدافه الدموية..لغز لان الرجل كان معروف لدى مختلف أجهزة الأمن الأوروبية  التي كانت تلاحق تحركاته و ترصد اتصالاته و بالرغم من ذلك استطاع الإفلات من المراقبة و التوجه الى ساحة القتال في سوريا عبر تركيا كما تؤكد ذلك اجهزة الأمن الإسبانية... أيوب الخزاني أعاد الى الأذهان سابقة  لازالت حاضرة بقوة في الذاكرة الفرنسية مكونة من أسماء ارهابية مثل محمد مراح الأخوين كواشي ياسين صالحي احمد سيد غلام و مهدي نموش ...هذه الأسماء كانت كلها معروفة بالخطر الذي تشكله على امن الدولة و ملاحقة من طرق أجهزة الأمن ...

إشكالية أيوب الخزاني تطرح عدة تحديات على رأسها المعالجة الأمنية التي يجب إتباعها لمحاربة ظاهرة الذئاب المستوحشة التي تقوم بعمليات إرهابية و قد طرح المحللون الفرنسيون عدة تساؤلات حول هذا الموضوع .. ما الفائدة من جمع معلومات استخباراتية و تكوين ملفات شاملة  حول أشخاص متهمين بإقامة علاقات مع قنوات جهادية تنشط في الشرق و منطقة الساحل  الأفريقي دون التوصل من منعهم من القيام بعمليات إرهابية ...وقد فرضت هذه المعطيات الجديدة ضرورة تغير طريقة حماية التراب الاروبي من هجمات إرهابية  محتملة ..و قد اثأر مسئول بلجيكي الانتباه عندما دعا إلى تكوين بنك معلومات أمنية مشتركة بين مختلف الأجهزة الأمنية الأوروبية لرفع مستوى أدائها ...و قد فوجئ المراقبون بهذا الطلب من زاوية ان الاعتقاد السائد يقول ان خطوة التعاون الأمني قد تحققت بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا في شهر يناير الماضي و كادت ان تهز بلجيكا ..لكن يبدو ان هناك هوة شاسعة بين الإعلان السياسي النوايا وبين التطبيق الفعلي و حقيقة الأمور ...

وفي غضون ما اسماه البعض بعدم قدرة اجهزة الأمن على محاربة ظاهرة العناصر الجهادية التي تنشط بين بالبلدان الأوروبية ارتفعت أصوات في المشهد السياسي الفرنسي تقترح حلولا جذرية لهذا الخطر الامني  مثل مارين لوبين زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف التي طالبت بإبعاد و طرد كل العناصر التي تبث انها تنشط في فلك الجهاديين و موضوعة في تنصيف آس S اي تشكل خطرا مباشرا على امن الدولة ...اما اريك سيوتي Eric Ciotti المتخصص في قضايا الأمن  في حزب "الجمهوريون" المعارض فقد اقترح انشاء مراكز الإعتقال الإداري التي  يقترح أن تستقبل   كل من اتهم بأنشطة جهادية او من المرجح ان يشكل خطرا على الجمهورية وقيمها ...

حادثة أيوب الخزاني الإرهابية التي كان القطار السريع الرابط بين أمستردام و باريس مسرحا لها تشكل منعطفا هاما في المقاربة الأمنية لمعالجة الخطر الإرهابي الذي يلقي بظلاله القاتمة على المجتمعات الأوروبية
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.