ياسين صالحي ....لغز وضبابية

ياسين صالحي ....لغز و ضبابية
مصطفى الطوسة

صورة غامضة و معلومات متناقضة تلك التي لازالت تخيم على قضية ياسين صالحي  الموجود حاليا رهن الاعتقال لدى السلطات الأمنية الفرنسية بتهمة  محاولة ارتكاب اعتداء إرهابي ضد معمل للمواد الكيماوية في ضاحية مدينة ليون أسفر عن مقتل شخص عبر قطع رأسه....بعد إلقاء القبض عليه لزم ياسين صالحي صمتا مطبقا في اليوم ألاول من اعتقاله...ما  فتح الباب لكل التكهنات و التأويلات ...و ما أن بدأ يتحدث إلى المحققين حتى ظهرت الى الرأي العام الفرنسي صورة مثيرة جدا حول تداعيات هذا  الحادث الذي صنفته السلطات الفرنسية في خانة الأعمال الإرهابية ...المعلومات التي سربتها أجهزة الأمن الفرنسية الى وسائل الإعلام تثير الانتباه و تفرض عدة تساؤلات لما تحمله من أوجه جد متناقضة بخصوص شخصية ياسين صالحي و دوافعه...

الوجه الأول يظهر القضية وكأنها نتيجة خلاف حاد بين موظف و رئيس الشركة التي يعمل فيها أدى إلى شجار و معركة بين الرجلين ...وسائل الإعلام الفرنسية نقلت عّن مصادر أمنية تأكيدها ان  ياسين صالحي اعترف  بمحاولة انتحار حاول ان يخفيها تحت غطاء فعل إرهابي استعراضي ...و ما زكى فرضية المبادرة الفردية المرتجلة التحقيقات التي أجرتها وسائل الإعلام الفرنسية مع زوجة و جيران و أصدقاء ياسين صالحي أظهرت معظمها إن الرجل كان يعيش حياة طبيعة لا توحي أبدا ان ستحول يوما ما إلى إرهابي يقطع الرؤوس و يحاول تفجير المصانع...

الوجه الثاني لياسين صالحي تبينت ملامحه بعد ان اكتشفت أجهزة الأمن الفرنسية انه أرسل عبر تطبيق الواتساب صورة سلفي مع  الرأس المقطوعة لضحيته الى احد العناصر المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية الموجود في سوريا...هذا الرجل يدعى سيباستيان يونس  من مواليد ١٩٨٥..من الفرنسيين الذين اعتنقوا الإسلام  كان توجه الى الرقة في سوريا للمشاركة في  العمليات العسكرية التي تشنها داعش ضد النظام السوري... و بالرغم من ان الأجهزة الأمنية الفرنسية لم تتأكد بعد ماذا كان ياسين صالحي توجه الى العراق او سوريا او تركيا المجاورة ...يبدو ان  هذه الصورة المبعوثة الى سباستيان يونس هي الخيط الوحيد الذي يربط ياسين صالحي بتنظيم داعش ...و ما يزيد الأمور ضبابية كون تنظيم الدولة الإسلامية لم يتبن حتى الان العملية التي قام بها ياسين صالحي في فرنسا  خلافا للعمليات الإرهابية التي ضربت مدينة سوسة السياحية في تونس و مسجدا شيعيا في الكويت ...


و تتضافر هذه العناصر لتخلق لدى المتتبع لهذه القضية قناعة انها قد تكون خليطا من عوامل شخصية دفعت بياسين صالحي  ان يختار مدير الشركة التي تشغله كضحية و ان يمنحها  إبعادا إرهابية عبر أسلوب قطع الرأس الذي أصبح توقيعا لتنظيم الدولة الإسلامية و استعمال علمها و بعث صورة سلفي لأحد المحاربين في صفوفها في منطقة الرقة السورية..،            
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.