هولاند يلتقي بوتفليقة في الجزائر

هولاند يلتقي بوتفليقة في الجزائر
مصطفى الطوسة


تتجه أنظار الفرنسيين الى الجزائر التي سيزورها الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند في ثاني زيارة له لهذا البلد منذ وصوله الى قصر الاليزي...الزيارة لم يعلن عنها إلا قبل أيام قليلة في مقاربة أشرت الى صعوبة بلورة أجندتها و الخطاب السياسي الذي سيصاحبها ...الجزائر كانت القبلة المغاربية الأولى التي كان الرئيس هولاند  اختارها  في شهر ديسمبر ٢٠١٢ لمباشرة جولاته المغاربية قبل التوجه الى المغرب او تونس ...في خطوة رسمت أولويات اليسار  الاشتراكي الحاكم اتجاه المنطقة المغاربية .  و قد فهم وقتها المراقبون ان الرئيس فرانسوا هولاند أراد ترجيح كفة السياسية الفرنسية  المغاربية الى صالح الجزائر بينما كانت تعطي الانطباع أنها تتميز بأفضلية اتجاه المغرب في عهد الرئيس اليميني نيكولا ساركوزي ...و خلال الزيارة الأولى لهولاند للجزائر وضع الرئيس الفرنسي اللبنات الأساسية  بالانتقادات لحقبة الاستعمار التي قد تفتح الطريق إلى مصالحة تاريخية بين البلدين و التي لازالت كوابيس الحرب تؤرق ذاكرة شعبيهما ..


هي زيارة تدوم ساعات قليلة سيلتقي خلاله الرئيس هولاند برئيس الحكومة عبد المالك سلال و برئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ..زيارة بالرغم من قصر مدتها تحمل عناوين قوية من بينها تفعيل شراكة و تعلون اقتصادي بين البلدين حيث من المرتقب أن  يعلن عن توقيع اتفاقيات اقتصادية عملاقة بين باريس و الجزائر ..و يأتي  ذلك في وقت يقر معظم الخبراء ان الشركات الفرنسية عادت بقوة الى السوق الجزائرية و في وقت ارتفعت فيه أصوات فرنسية وجزائرية  تطالب بإطلاق ديناميكية الاستثمار بين باريس و الجزائر بهدف أن يتنقل حجمها الحالي  من مليارين يورو إلى عشرة مليارات خلال السنوات الخمس المقبلة..

اما الاهتمام الثاني الأساسي الذي سيخيم على اجواء هذه الزيارة هو التعاون الأمني  بين البلدين ...فرنسا لا تفوت مناسبة لتثمين الدور الجزائري في التوصل إلى تفاهم أمني و سياسي في الأزمة المالية التي تعتبرها باريس من بين أولوياتها الأمنية في منطقة الساحل الأفريقي ....و في هذا الإطار تعول باريس أيضا على الجزائر في عملية تقديم تسهيلات أمنية لمعالجة أزمات الجماعات الإرهابية المتنقلة  في بلدان الجوار انطلاقا من المستنقع الليبي مرورا بدول الساحل المهددة بمافيا المجموعات المسلحة التي تتنقل بسهولة في المنطقة..


لكن الصورة الأبرز التي ستستحوذ على زيارة هولاند للجزائر تلك التي ستجمعه بالرئيس الجزائري المريض عبد العزير بوتفليقة ..و من المرتقب ان يضع المراقبون الكلمات التي سيتفوه بها هولاند عقب هذا اللقاء تحت المجهر  لمعرفة تقييمه للوضع الصحي و من تم الوضع السياسي المرتبط به في الجزائر خصوصا و أن البلد يعيش من زمن حقبة صراعات خفية بين أجنحة الحكم لخلافة عبد العزيز بوتفليقة ...المعارضة الجزائرية كانت انتقدت الرئيس هولاند بسبب مواقفه التي بَارَكت العهدة الرابعة و قدمت مساعدة سياسية و دعما معنويا لكي تجتاز الجزائر فترة كانت تهدد باندلاع زوبعة و عدم استقرار سياسي خطير في البلاد...

Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.