الجمهوريون ...لعبة ساركوزي الجديدة

الجمهوريون ...لعبة ساركوزي الجديدة
مصطفى الطوسة

هو نجاح شخصي لزعيم اليمين الفرنسي نيكولا ساركوزي ...انه استطاع أن يغير اسم حزب الاتحاد من اجل حركة شعبية في وقت سياسي يعتبر قياسيا بالمقارنة مع وثيرة الأحداث و الأجندات السياسية  ..ففور عودته إلى الحلبة السياسية وعد ساركوزي بتغيير الاسم في محاولة لتغيير ملامح الحزب و مشروعه السياسي .. عندما أطلق ساركوزي هذا المشروع قوبل بنوع من التهكم من طرف معارضيه في داخل اليسار الحاكم أو اليمين المتطرف ...تغيير لا يغير خيبة الأمل عند الفرنسيين اتجاه نيكولا ساركوزي الذي مني بعزيمة نكراء في الانتخابات الرئاسية الماضية ...

بالرغم من حملة التشكيك استطاع نيكولا ساركوزي ان يفرض هذه الخطوة القاضية باختيار "الجمهوريون " كاسم لأكبر حزب داخل عائلة اليمين الفرنسي ...ساركوزي واجه انتقادات لاذعة من طرف اليسار الذي اتهمه بمحاولة الاستيلاء على مفهوم وروح الجمهورية و توظيفه لتحقيق أهداف انتخابية ..ودفعت هذه المعارك الشرسة بالبعض الى حد اللجوء الى القضاء لمحاولة منع ساركوزي من استعمال كلمة الجمهوريون...و بموازاة ذلك وجهت اتهامات لنيكولا ساركوزي  بمحاولة دفن الماضي بفضائحه القضائية و السياسية  و صراعاته الداخلية حول زعامة الحزب ...

ولادة حزب "الجمهوريون" جاءت في ظروف سياسيا ايجابية لنيكولا ساركوزي استعاد فيها  اليمين قوته و آماله في العودة الى الحكم خصوصا بعد الاختراقات الانتخابية التي حققها في الانتخابات الإقليمية بالرغم من المنافسة الشديدة التي يمثلها حزب الجبهة الوطنية بزعامة مارين لوبين  ..و يجمع المراقبون على الاعتبار ان نيكولا ساركوزي يركب هذه الموجة الممتعضة من الأداء الحكومي لليسار العاجز عن خلق ديناميكية تنعش الاقتصاد الفرنسي و تعيد الأمل لملايين العاطلين عن العمل و هو مقتنع تماما بقدرته على العودة الى قصر الاليزيه خلال الاستحقاق الرئاسي المقبل...

و في انتظار ذلك تواجه نيكولا ساركوزي مجموعة من التحديات الداخلية أبرزها بسط نفوذه الشخصي على كافة فعاليات الحزب ...و ينتظر ان تتحقق هذه العملية عبر انتخابات أولية السنة المقبلة لاختيار أفضل مرشح لحزب الجمهوريون لخوض السابق الرئاسي ...شخصيات قوية تتنازع مع ساركوزي لنيل هذا المشعل من بينها رئيس حكومته طوال ولايته الرئاسية فرانسوا فيون العازم على منع ساركوزي من العودة الى الأدوار الأولى و عمدة مدينة بوردو ألان جوبي الذي تضعه معاهد استطلاعات الرأي في اعلى المستويات كشخصية يفضلها الفرنسيون على نيكولا ساركوزي لخوض معركة الرئاسيات...و شاءت الصدف إن يستقبل مناضلون مقربون من نيكولا ساركوزي هذين الرجلين و هما يعتليا منصة مؤتمر الحزب الذي شهد ولادة "الجمهوريون". بالصفير و الانتقاد..ما يؤشر الى حدة المعارك الداخلية التي تنتظر الحزب الجديد و الصعوبات التي تواجه ساركوزي قبل الفوز نهائيا بثقة الحزب و مناضليه ...و يعتبر المراقبون أن الخطوة المقبلة التي تنتظر الجمهوريون  ، هذا المولود الحزبي  الجديد، هو صياغة برنامج سياسي جديد ملائم مع الاسم الجديد و متناغم مع التحديات الراهنة.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.