السبسي في باريس بحثا عن دعم سياسي و اقتصادي

السبسي  في باريس بحثا عن دعم سياسي و اقتصادي
مصطفى الطوسة


يجمع المراقبون على التأكيد ان الرئيس التونسي الباجي القائد سيستقبل بأحضان دافئة في باريس خلال زيارة الدولة التي يقوم بها إلى العاصمة الفرنسية...سجادة حمراء ستفرش لأول رئيس تونسي منتخب  و هو يلتقي اعلى  القيادات الفرنسية فى أول لقاء له من هذا النوع على الأراضي الأوروبية ...صحيح ان  الباجي التقى  فرانسوا هولاند منذ أيام في تونس بمناسبة مشاركة الرئيس الفرنسي في تظاهرة حاشدة للتنديد بالارهاب الذي ضرب تونس عبر متحف بارود الشهير ...و كان الرئيس التونسي الذي يشارف عمره على التسعين ربيعا قد استقطب اضواء قنوات التواصل الاجتماعية عندما اخطأ سهوا في اسم الرئيس الفرنسي الحالي و ناداه باسم فرانسوا متران ...

فرنسا تستقبل إذن الرئيس التونسي المنتخب و مقاربتها  التونسية واضحة المعالم ...انها تدعم سياسيا و اقتصاديا التجربة السياسية التونسية و تعتبرها  نموذجا يحتذى به في العالم  العربي الذي هزته كيانه أمواج ربيع تحول في بعض البلدان الى شتاء فوضوي أمني ملتهب  ... و قد يذكر البعض ان هذا الدعم السياسي لم يأتِ بطريقة عفوية ايام اندلاع شرارة المطالَب الديمقراطية عندما أخطأت فرنسا التي كان يتزعمها نيكولا ساركوزي في تقييمها لتطورات الأوضاع عندما اقترحت وزيرة   الشئون الخارجية آنذاك ميشال اليو ماري مساعدة أمنية لنظام زين العابدين بن على لقمع المتظاهرين ...

مرحلة مرت  في العلاقات التونسية الفرنسية بحلوها و مُرها عندما يتذكر التونسيون مرحلة صاخبة في عهد السفير الفرنسي وقتها بوريس بوايون الذي نسج مع الرأي العام التونسي علاقات متشنجة لم تساعد في فك العقدة الأصلية التي شابت الموقف الفرنسي من أصول الثورة التونسية ...لكن لم يمنع ذلك فرنسا من ان تقدم طوال، عملية بناء  صرح النموذج الديمقراطي و آلياته المؤسساتية، دعما قويا لكل  الخطوات التي  تهدف الى ضمان انتقال سياسي سلس و بناء دولة القانون و المؤسسات في بلد خرج لتوه من سلطوية نظام دكتاتوري بوليسي جعل مو قمع الحريات خياره السياسي.

و انطلاقا من تصريحات الرئيس فرانسوا هولاند و رئيس الحكومة مانويل فالس الذي سبق له ان شارك في مؤتمر دولي في تونس لتشجيع الاستثمارات فان فرنسا ستحاول عبر اتفاقيات اقتصادية و أمنية سن هذه الشراكة الإستراتيجية بينها وبين الديمقراطية التونسية الفتية و لعل ابرز الخطوات على الصعيد الاقتصادي هي محاولة تحويل حوالي ستين مليون يورو من ديون تونس الفرنسية الى استثمارات ... كما ينتظر التونسيون ان تجند فرنسا كل قدراتها على الصعيد الأوروبي لمنح تونس  صفة الشريك المميز لكي تستفيد من كل التسهيلات الاقتصادية التي يضمنها الاتحاد الأوروبي لشركائه ...اما على الصعيد الأمني فكون تونس التي تعيش بجوار البركان الليبي  تصدر اكبر حشد من الإرهابيين و الجهاديين الى الشرق و ليبيا يجعل من التنسيق مع سلطاتها أمرا حيويا للأمن الفرنسي و الإقليمي ..و هي قضايا ستكون على راس الأولويات في نقاشات الباحي قايد السبسي في باريس 
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.