المغرب العربي يحتضن الحوار السياسي الليبي

المغرب العربي يحتضن الحوار السياسي الليبي
مصطفى الطوسة



هي من صدف الأجندات التي تكتسي رمزية هامة في ظرفية سياسية خاصة . ان تعقد جولة من الحوار السياسي الليبي في المغرب تجمع مختلف الفرقاء الليبيين المتصارعين على السلطة و ان يتم تحقيق تقدم ملموس باعتراف  الامم المتحدة الراعية لهذا الحوار و ان تعقد مباشرة بعد ذلك جولة من الحوار الليبي في الجزائر المجاورة.. دون ان تبرز الى الوجود اي تناقض او تنافس  بين المبادرتين  ...هدف هذه الجولة الجزائرية تكريس التقدم الذي حققته المحطة المغربية ....

و كخدعة  بصرية سياسية... يمكن أن تتولد لدى  المراقب الخارجي المتتبع لهذه الأحداث قناعة بان تنسيقا سياسيا رأى النور بين مختلف العواصم المغاربية لحل اللازمة  الليبية بينما في واقع الامر لازال الخلاف السياسي بين المغرب و الجزائر حول إشكالية الصحراء يشل كل عمل او مبادرة مشتركة  و ينسف كل مقاربة موحدة...فما السر من هذا التناغم ألمغاربي حول الأزمة الليبية ؟؟؟


للإجابة على هذا السؤال وجب التذكير  بمواقف بلدان المغربي العربي من تداعيات الأزمة الليبية و من الحلول المقترحة لحسم النزاع على السلطة فيما يعرف إعلاميا ببرلماني طبرق و طرابلس  .. فأمام تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا كانت ارتفعت أصوات عربية، غربية و أفريقية تنادي بتدخل عسكري دولي للحد من انتشار الجماعات المسلحة التي خلقت بيئة حاضنة للقاعدة و تنظيم الدولية الإسلامية ...و بالرغم من هول الوضع في لبيبا ...تميزت دول المغرب العربي  برفضها للحل العسكري انطلاقا من قناعتها بان الحل السياسي وحده القادر على خلق سلطة ليبية مركزية تعيد وحدة البلاد و تساهم في اعادة الاستقرار ...

الرهان على الحل السياسي هو رهان جزائري مغربي تونسي انطلاقا من قناعة إستراتيجية مفادها ان اي تدخل عسكري أجنبي من شانه ان يعقد أكثر اللعبة الأمنية الليبية و ان يخلق المزيد من الظروف التي تشجع الفوضى و تجعل من التهديدات الإرهابية لمنطقتي المغرب العربي و الساحل الأفريقي أكثر حدة...   ببلدان المغرب العربي وصلت الى قناعة بأن الإرهاب الذي قذ ينتجه الوضع الليبي المتأزم يهدد بشكل حيوي أمن المنطقة بكاملها ... و تم ضرورة  إقناع الفرقاء الليبيين بالتوصل الى تفاهم سياسي ...

من الصخيرات في ضاحية الرباط العاصمة الى جنان الميثاق في أعالي  العاصمة الجزائر ...تعطي الأزمة الليبية الانطباع بأنها وحدت جهود البلدين  وأرغمتهم على النظر في اتجاه واحد و العمل على تحقيق هدف مشترك  في الوقت الذي تظهر فيه جميع المعطيات الدبلوماسية الخاصة بتحرك البلدين الخلافات و الصراعات الجوهرية بين خياراتهما ..فان يتحدث وزير الخارجية  المغربية      صلاح الدين مزوار و الجزائري رمتان العمامرة نفس اللغة و الإستراتجية معطى إقليمي جديد قد تكون له تداعيات إيجابية في المستقبل خصوصا إذا نجحت الجهود الأممية في احتواء الأزمة الليبية ....

 
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.