هل تحضر فرنسا لتدخل عسكري دولي في ليبيا ؟

 

استقطبت تصريحات وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان  حول الأزمة الليبية الاضواء الإعلامية و السياسية لما تحمل من تلويح مباشر  بالتدخل العسكري الدولي لحسم النزاع في لبيبا...جاءت هذه التصريحات لتزكي مطالبة إقليمية و ليبية بهذا التدخل علما ان الامم المتحدة ترعى حاليا مسلسلا تفاوضيا بين مختلف الاطراف السياسية المعنية بالصراع الليبي ...

و يبدو ان وزير الدفاع الفرنسي غير متفائل بجدوى هذا الحوار او باي اختراق يمكن  ان يتحقق عبر الدعوات المتعددة التي يطلقها المبعوث  الاممي الخاص الى ليبيا برتران ليون او عبر الوساطات الإقليمية المعلنة او السرية  التي تجريها حاليا دول الجوار مثل الحزائر او مصر ...و تأتي هذه النبرة الفرنسية الحازمة لتتناقض تماما مع اللهجة الامريكية التي عبر عنها مؤخرا دافيد رودريكيز قائد القوات الأمريكية في افريقيا المعروفة بأفريكوم الذي أعطى انطباعا بانه يقلل من أهمية الخطر الأمني الذي  أصبحت ليبيا تشكله على لمنطقة بكامله و ذلك عندما اقتصر على التعبير من تخوف الادارة الأمريكية من تواجد مخيمات تدريب لعناصر دات الميول الداعشي ...


هذا الموقف الفرنسي الحازم اتجاه ليبيا يذكر المراقبين بعملية التجييش الدولي الذي قام بها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عندما جند المجموعة الدولية و تصدر الضربة العسكرية التي أطاحت بنظام معمر القذافي و قد تحولت بعدها ليبيا إلى مرتفعا امن  لكل الحركات الجهادية التي تنشط في منطقة الساحل و تشكل كابوسا أمنيا على منطقة المغرب العربي و تصدر عناصرها الجهادية الى براكين العراق و سوريا ...

و يبدو ان هناك شبه اجماع على المطالبة  بهذا التدخل العسكري الدولي في ليبيا انطلاقا من مجموعة دول الساحل الخمسة (موريتانيا  .بوركينا فاسو. مالي. تشاد .النيجر ) مرورا بالحكومة الليبية الشرعية المعترف بها دوليا  و التي أخذت من طبرق ملاذا لها تاركة طرابلس لجبهة فجر ليبيا التي تنضوي تحت لوائها جماعات إسلامية متشددة. البلد الإقليمي الوحيد الذي يعارض بشدة مبدأ هدا التدخل هو الجزائر التي تعتقد  ان الحل السياسي عبر حوار الأطراف المتناحرة في ليبيا من شانه ان يجنب لبيبا شبح السقوط في الحرب الأهلية الشاملة ...

و يبدو ان فرنسا تهيئ سياسيا و اعلاميا لحقبة ما بعد الوساطات الإقليمية و الاممية في ليبيا .. المتفائلون بنتائج هذه الوساطات يراهنون على المفعول  الإيجابي لرياح المصالحة التي هبت مؤخرا على بلدان الخليج التي توجت بتقارب مصري قطري ملحوظ علما ان ليبيا تحولت في السنوات الاخيرة الى حلبة صراع دول إقليمية ...كل يحرك بيادقه من اجل الاستيلاء على الحكم و منابع النفط الليبي ...و المتشائمون يراهنون على فشل كل هذه الوساطات في نزع أسلحة الميلشيات وفي ارساء حكم مركزي يبسط نفوذه على كامل التراب الليبي و يضمن وحدة البلاد ..و من تم الخيارات الاستراتيجية التي تواجهها المجموعة الدولي لمعالجة تداعيات الأزمة الليبية بما فيها تدخل عسكري يكسر شبكة المجمعات الجهادية التي أصبحت لبيبا ملجأ امنا لها... 
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.