ربع قرن على سقوط جدار العار

في نهاية الاحتفالات الألمانية بالذكرى الخامسة و العشرين لسقوط جدار برلين سيستمتع العالم باصداء نشيد الفرح من السمفونية التاسعة لبيتهوفن و طربها الساحر يتعالى امام بوابة براندنبورغ الشهيرة ...احتفالا بسقوط جدار العار الذي كان يفصل مدينة برلين الى عالميين متناقضين و العالم الى حلفين يتواجهان في إطار حرب باردة كانت تهدد بالانفجار في اي لحظة ...

ربع قرن على سقوط هذا الجدار يحتفل به الألمان بنكهة خاصة حيث كشفت دراسات معمقة ان الذاكرة الألمانية أصبحت تقفد شيئا فشيئا الصور الحقيقة للواقع السياسي و الاجتماعي الذي كان هذا الجدار يجسدها ...من تم هذه الخيار بإعادة بناء افتراضي لهذا الحائط عبر اضواء تمر عبر احياء المدينة تم تتبخر في سماء برلين في نهاية الاحتفالات كما انهار الكابوس الذي كان يدير العلاقات بين ما كان يسمى بالعالم الحر الاتحاد السوفياتي ..

في هذه المناسبة سيستعرض المراقبون اهم التحولات التي شهدها العالم و يستحضرون حجم التقلبات التي غيرت موازين القوى في خريطة العالم بدأ بالوحدة الألمانية مرورا بانهيار الاتحادالسوفياتي و حتى نهاية الحرب الباردة و توسيع رقعة نفوذ الحلف الأطلسي الذي ضم بعض جمهوريات جديدة ...و بعد هذه الحقبة مرت خمسة و عشرون سنة من العلاقات المتعثرة تارة و الهادئة تارة أخرى بين روسيا التي حلت محل الاتحاد السوفياتي و بين العالم الحر الذي يضم الولايات المتحدة و دول الاتحاد الاروبي ...

و مع اندلاع الأزمة الاوكرانية شاءت الاقدار السياسية ان يحتفل العام بهذه الذكرى وشبح الحرب الباردة يخيم على الخريطة الاروبية. ففي مخيلة العالم حل الرئيس فلاديمير بوتين و سياسة تحدي الغرب التي ينتهجها محل الكابوس السوفياتيين وجهة نظر الغرب، الذي كان يهدد بنشر الفكر الشيوعي عبر العالم... سقوط جدار برلين و العالم الجديد الذي ولد بعد هذه الهزة كانت له تداعيات كبيرة على العالم العربي ...من أهمها هزيمة الفكر الشيوعي في بعض البلدان...

هذه الهزيمة فتحت الطريق امام ازدهار و انتعاش الفكر الاسلامي و لعل وصول عدة حركات إسلامية الى مقاليد السلطة في بعض البلدان العربية كان نتيجة مباشرة لانهيار الفكر اليساري السلطوي الذي كان يستمد استلهاماته من الفكر من موسكو .. اما الانعكاسة الثانية التي عاشها الفضاء العربي الاسلامي بعد انهيار جدار برلين و نهاية الحرب الباردة تكمن في نهاية معركة القطبين التي كانت تأخذ من العالم مسرحا لها و كان لذلك تداعيات حول الأزمات التي عاشها العالم العربي بدا بالنزاع الاسرائيلي العربي مرورا بالانظمة المستبدة التي و بعد فقدانها حماية موسكو أصبحت لقمة صائغة آمار رياح و اجندات التغيير الآتية من الغرب
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.