برنار هنري ليفي ...غير مرغوب به في تونس !

و هي تستعد لخوض حملة الانتخابات الرئاسية استحوذت تونس على الاهتمام الدولي بسبب الجدل الذي تسببت في زيارة الفيلسوف الإعلامي الفرنسي برنار هنري ليفي. الرجل استقبل في مطار تونس بمظاهرة تناقلت صورها مواقع التواصل الاجتماعي تبرز غضبا و دعوات لكي يرحل عن تونس ..

و تفيد المعلومات ان الفيلسوف المثير للجدل جاء الى تونس للقاء فعاليات ليبية و على رأسها الزعيم الاسلامي عبد الحكيم بلحاج...و قد تسببت زيارة ليفي الى تونس في بلبلة سياسية بين مختلف مراكز القرار السياسي في تونس بدأ من رئاسة الجمهورية مرورا بقيادة النهضة و نهاية برئاسة الحكومة بقيادة مهدي جمعة... بيرنار هونري ليفي صوت إعلامي و سياسي حاضر بقوة في المشهد الدبلوماسي الفرنسي ...

لاتوجد أزمة دولية الا وادلى بدلوه فيها انطلاقا من أفغانستان و الحرب على طالبان و القاعدة مرورا بالازمة السورية حيث ضم ليفي صوته بقوة الى المطالبين برحيل بشار الأسد عن الحكم في دمشق كشرط لحل النزاع على السلطة في سوريا...لكن المجد السياسي الذي استطاع برنار هونري ليفي الحصول عليه جاءه عن طريق الأزمة الليبية ...

فقد تبين ان الفيلسوف الفرنسي مارس تأثيرا قويا و ضغطا واضحا على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حيت استطاع إقناعه بتشكيل تحالف دبلوماسي و عسكري دولي اطاح بنظام الزعيم الليبي معمر القذافي و بالرغم من ان هذه الخطوة كانت تنخرط في إطار الحماس الديموقراطي العربي الذي انتعش مع الربيع العربي الا ان ما عاشته لبييا من تداعيات سلبية عبر سيطرة الجماعات الاسلامية المسلحة على الشارع السياسي الليبي و الفوضى التي جعلت من لبييا مرتعا للجماعات الإرهابية و سوقا إقليمية لبيع الأسلحة الموجهة الى زعزعة الساحل الأفريقي و منطقة المغرب العرب ...

و قد وجهت اتهامات لبرنار هونري ليفي انه عبث بمصير دول و شعوب حيث ارتفعت أصوات عربية تتهمه باستغلال غطاء الربيع العربي لزرع الفتنة و زعزعة استقرار المنطقة عبر تقديم دعم و مساندة للحركات الاسلامية عبر العالم العربي ...و يعاتب منتقدو برنار هوني ليفي على صمته المطبق عندما كان الجيش الاسرائيلي يشن حربه على غزة و ان صوته لم يسمع للدفاع عن المدنيين الفلسطينين االذين سقطوا ضحية القصف الاسرائيلي حيث أصبحت كل خرجاته محط انتقادات تثير زوبعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي...

تبقى الإشارة الى ان ماحدث لبرنار هونري ليفي في تونس و الحديث عن طلب وجه له بمغادرة التراب التونسي عبارة عن سيف ذي حدين... الاول يخص أولئك الذين سيصفقون لهذه الخطوة لانها تهدف الى حماية التجربة التونسية الفتية من كل من سولت له نفسه بالتلاعب بالاجندات الإقليمية الخفية و الثاني سيطال المعارضين لهذه الخطوة بحجة انها تلطخ سمعة التجربية التونسية وتظهر عدم قدرتها على تحمل الانتقادات و الخلافات و هي ضربة إعلامية موجعة لتجربة تونس ،رائدة الربيع العربي .
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.