قمة الأطلسي في بريطانيا و الدولة الاسلامية

هي قمة اعتيادية للحلف الأطلسي كان من المرتقب ان تعقد في بريطانيا في الرابع و الخامس من شهر أيلول ضمن الاجتماعات الدورية التقليدية ...كان من المفترض ان تتطرق لمواضيع تخص قضايا الدفاع عن المنظومة الأطلسية ...لكن ظروف انعقادها اليوم تفرض عليها أجندة ذات نكهة خاصة ...

أزمة أوكرانيا التي تهدد بإشعال الحرب على التراب الاروبي بين فلادمير بوتين و الأمريكيين استحوذت على اهتمامات هذه القمة بشكل ملحوظ حيث تخصص جلسة مداولات علنية للتقييم الوضع الأمني و محاولة بعث رسائل الى موسكو مفادها ان قوى الحلف كلها معبئة لمتابعة الوضع و احتوائه قبل الوصول الى عتبة الانفجار...

و تقول مصادر فرنسية مشاركة في هذه القمة ان الهدف من الرسالة التي يستعد الحلف بلورتها اتجاه موسكو لا تدخل في خانة التصعيد او التهديد او عرض العضلات كما جاء ذلك في عدة صحف و افتتاحيات أروبية بل إظهار ما سمته هذه المصادر بالقوة الهادئة للحلف التي تبتعد عن الاستفزاز مع التعبير  عن مواقف حازمة ...

و لعل الإعلان عن الهدنة بين موسكو و كييف عشية هذه القمة من شانه ان يزكي هذه الخيارات التي تنطلق من قناعة عبرت عنها هذه المصادر الفرنسية بان الحل لازمة الأكرانية حل سياسي بامتياز و ليس حلا عسكريا... الملف الثاني الذي يخيم على هذه القمة الأطلسية هو ظاهرة الإرهاب الدولي التي اصبح تنظيم الدولة الاسلامية يجسدها بقوة ...فقبل انعقاد هذه القمة كانت الدبلوماسية الامريكية عبرت عن عزمها تكوين تحالف دولي لمحاربة هذا التنظيم او على الأقل الحد من نفوذه ...

و تأتي هذه المبادرة الامريكية في وقت تحاول فيه الديبلوماسية الفرنسية عقد قمة دولية في باريس لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية .. و على خلفية هذه الوضعية هناك تساؤلات عديدة تطرح حاليا حول السياسة التي سيتبعها الحلف الأطلسي لمعالجة ظاهرة تنظيم الدولة الاسلامية ...و بالرغم من ان المنظومة الأمنية الأطلسية تتابع عن كثب تداعيات الدولة الاسلامية و تهديداتها الارهابية للدول الاروبية و الولايات المتحدة تستبعد المصادر الفرنسية ان يتحول الحلف الأطلسي الى ذراع مسلح يحارب ميدانيا جماعات تنظيم الدولة الاسلامية بقدر ماسينهمك خبراء الحلف الأمنيين على تقييم الخطر الإرهابي و تقديم مقاربة للدول الأعضاء ...

و بقدر ما هناك نفي قاطع ان الحلف لن يتدخل ميدانيا لمحاربة تنظيم الدول الاسلامية بقدر ما هناك تأكيد عبرت عنه عدة مصادر فرنسية بان دول الجوار التي تحارب هذه المجموعة الارهابية يمكن لها ان تستفيد من مساعدة استخباراتية و أمنية من الحلف الأطلسي ...

وهذه المقاربة أكدها الرئيس الامريكي براك أوباما في تصريحاته الاخيرة التي كان يعلق و يندد فيها بمقتل الصحافي ستفين سوتلوف حينما قال  ان هدف الولايات المتحدة هو "الا يبقى" تنظيم الدولة الاسلامية يشكل تهديدا للمنطقة مؤكدا في الوقت نفسه ان هذا الامر سيستغرق وقتا ولا يمكن ان يتم الا بتعاون وثيق مع شركاء في المنطقة.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.