حرب العراق الرابعة لن تقع

مع الاختراقات العسكرية التي حققتها داعش قي العراق مظهرة في نفس الوقت هشاشة الجيش العراقي الذي يقوده نوري المالكي دقت طبول الحرب قي اكثر من عاصمة عربية و غربية لما يحمله هذا التطور العسكري على الساحة العراقية من دلالات خطيرة على المعادلة الإقليمية ... طلبت الحكومة العراقية مساعدة من الولايات المتحدة و استنجدت بالاتفاقيات الموقعة بين البلدين ولكن سرعان ما جاء الرد الامريكي ...حاسما على لسان براك أوباما اذ أكد انه لن ينشر قوات عسكرية جديدة في العراق ...و غامضا على لسان وزير خارجيته جون كيري عندما أكد لمختلف قنوات التلفزيون الامريكي ان جميع الفرضيات مطروحة على الطاولة ....

لحد الساعة اكتفت الادارة الامريكية بالإعلان انها سترسل الى العراق مستشارين عسكريين لمحاولة مساعدة الجيش العراقي على الصمود امام هجمات داعش في الوقت الذي كانت فيه بغداد تنتظر ان تستنفر الولايات المتحدة قواها لصد هجمات داعش و هي حركة مكونة بحسب المراقبين من جماعات إسلامية قاعدية استأسدت على الحلبة السورية ومن قيادات عشائرية سنية تكن حقدا دفينا لحكامة نوري المالكي الشيعية و من بقايا نظام صدام حسين الذين يبحثون قي كواليس الحرب الأهلية العراقية عن ثأر يأخذونه...

حرب العراق الرابعة لن تقع إذن ...الحرب الاولى دارت رحاها عندما واجه صدام حسين نظام الخميني الحاكم في ايران و الحرب الثانية وقعت عندما ابتلع صدام حسين الكويت و حوله إلى مقاطعة عراقية و الثالثة عندما قرر جورج بوش الابن الإطاحة و تفكيك النظام العراقي و الرابعة لن تقع بحكم عدة أسباب موضوعية تجعل من اي تدخل أمريكي او دولي في العراق من بين المقاربات المستحيلة في الوقت الحالي ....

اول سبب يشرح التحفظ الامريكي هو المعارضة المبدئية التي كان الديموقراطيون عبروا عنها لسنوات طويلة ضد الحرب الأميركية في العراق هم الذين سهروا على سحب القوات الامريكية من العراق و تسليم القيادة العراقية مقاليد السلطة و ثاني سبب هو امتناع إدارة باراك أوباما عن اللجوء الى الحل العسكري لفض الازمة السورية ...هذا الخيار وضع قيوداً على طريقة تعامل الأمريكيين مع الأزمات الإقليمية ...الا ان السبب الرئيسي الذي يبعد شبح هذه الحرب الرابعة و هي القناعة الامريكية القوية بان الضربة العسكرية للعراق لن تحل الازمة العراقية بقدر ماسيتزيدها تعقيدات إضافية ....

هذه الرؤى ستكون في صلب الجولة التي يقوم بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى اروبا و بلدان الشرق الأوسط حيت سيحاول المسئوول الامريكي استخلاص العبرة من المواقف الدولية الخائفة من ان تتطور الأمور و ينمو بعبع داعش و يؤدي الى تكريس انقسام العراق الى ثلاث وحدات منتاحرة بين سنة و شيعة و أكراد...و خلال الاتصالات السياسية التي أجراها براك أوباما مع المسئولين الاروبيين و على رأسهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بدى واضحا أن المجموعة الدولية تراهن على حل عراقي محض يمر عبر عملية ادماج سياسي لمختلف مكونات المجتمع العراقي و هي مهة فشل فيها نوري المالكي بحسب تقييم المجموعة الدولية التي وجهت له حتى الان انتقاذات مبطنة و بدأت ترى في رحيله عن المشهد السياسي العراقي جزءا من حل المعضلة العراقية ....
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.