في حربها ضد الإرهاب فرنسا تستهدف "الذئاب المنفردة"

"ذئب منفرد او مستوحد"هكذا ينظر حاليا الى الشاب الإرهابي الذي يهدد امن فرنسا اليوم انطلاقا من التجربتين الدمويتين التي عاشهما المجتمع الفرنسي في الأشهر الاخيرة .. محمد مراح قاتل الأطفال و الجنود في مدينة تولوز و مهدي نموش منفذ الاعتداء الإرهابي ضد متحف يهودي في بروكسل و ألقي عليه القبض في مدينة مرسيليا ....هي صورة نمطية جديدة أصبحت اجهزة الأمن الفرنسية تكونها عن نموذج الشاب المتطرف و الذي يرمي نفسه في احضان الجماعات الارهابية ...صورة تختلف تماماً مع النظرة التقليدية التي كانت سائدة في مراكز القرار الأمني الفرنسي ... في نهاية القرن الماضي كانت هناك مقاربة لظاهرة الإرهاب تتركز أساسا على جماعات و تنظيمات ارهابية تخطط لتنفيذ عمليات و تستقطب أفرادا لتحولهم بعد مسلسل غسيل دماغ الى وسائل ارهابية ..كانت أماكن الاستقطاب تدور حول المساجد و المراكز الثقافية الخاصة بالجاليات المسلمة و من تم العمليات التي نسبت الى الجماعات الاسلامية المسلحة الجزائرية و محيطها الديني و الثقافي و الجغرافي حيث كان بمقدور اجهزة الأمن الفرنسي ان تستثمر في هذه الأوساط و تحبط محاولات ارهابية قبل ان ترى النور ..... اليوم اصبح ظلام كثيف يلف المرشحين لهذه العمليات الارهابية حيث يجمع المتخصصون في هذا الملف على الاعتبار ان مفهوم الذئب المنفرد الذي يجلس أمام حاسوبه ليباشر الدخول في راديكالية ذاتية يكون وقودها المواد التي تبثها المواقع الجهادية عبر شبكة الإنترنيت و تكون خلفيتها أزمات دولية مثل المأساة السورية...هذه الظاهرة أصبحت صعبة المنال و مستحيلة التحكم في ظل المقاربة القانونية و الأمنية الحالية ...و من تم ارتفعت أصوات في فرنسا لمحاولة سن قوانين جديدة تسمح للأمن الفرنسي باتخاذ خطوات استباقية مبكرة تكتشف من خلالها الشباب المهدد بالدخول في العمل الإرهابي ... جديد هذه المقاربة انها ستحاول فرض مراقبة أقوى على مواقع الإنترنيت الجهادية و خصوصا الشباب الذي يزورها و يستهلكها من تم فكرة احداث مايسمى ب " جنحة زيارات مستمرة لمواقع تدعو الى ارتكاب اعمال ارهابية او تمدح الإرهاب" حيث تقترح هذه المقاربة الجديدة التوصل الى عقوبة قد تصل الى سنتين سجنا نافدة و ثلاثين الف يورو غرامة . و الهدف من هذا المنعطف هو منح اجهزة الأمن الوسائل الضرورية لاكتشاف هوية الشباب و هو في طور الراديكالية و احباط كل المحاولات التي تساهم في إنشائها هذه المواقع ...و تستعد فرنسا اذا ما وصلت هذه الأفكار الى حيز التبني والتنفيذ ان تباشر ثورة ثقافية في طريقة تعاملها مع ظاهرة الإرهاب و تكون سباقة في هذا المجال و تصبح تجربتها ملهمة لباقي الدول الاروبية و العربية التي تواجه آفة الإرهاب المدمرة ... و تتزامن هذه الأفكار الجديدة في طريقة محاربة الإرهاب مع عودة الحديث من طرف رئيس الحكومة مانويل فالس عن إمكانية تجري الشباب المتورط في اعمال ارهابية من الجنسية الفرنسية ...هذه الفكرة التي كانت ظهرت الى الوجود في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي و قوبلت آنذاك بانتقالات من طرف اليسار الذي كان يقبع في المعارضة آنذاك ..
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.