فرانسوا هولاند و الهزيمة الثانية المتوقعة في الانتخابات الاروبية

اذا ما صدقت معاهد استطلاعات الرأي فان الحزب الاشتراكي الحاكم و الرئيس فرانسو هولاند سيمنيان بهزيمة انتخابية إضافية هي الثانية من نوعها في غضون شهرين بعد تلك التي لحقت بهم خلال الانتخابات البلدية...اكثر المعاهد تشاؤما تذهب الى حد منح حزب الجبهة الوطنية التي تتزعمها مارين لوبين الصدارة في نتائج هذه الانتخابات ...الشئ الذي يعتبره معظم المراقبين بمثابة زلازل سياسي و ضربة قوية للبيت الاروبي الموحد كون خطاب مارين لوبين مبني على العداء المعلن لآليات بناء البيت الاروبي الموحد و للفكرة الاروبية الشاملة... و بغض النظر عن إمكانية ان تحطم نسبة المقاطعة معدلات قياسية سيكون لوقع هذه النتائج صدى ليس فقط على المستوى الاروبي فحسب بل أيضاً على المستوى الفرنسي الداخلي .فجوابا على رسالة الامتعاض و الغضب التي بعث بها الفرنسيون للرئيس هولاند خلال الانتخابية البلدية قام الرئيس الفرنسي بتغيير رئيس الحكومة فاختار مانويل فالس محل جان مارك ايرولت و سن له ميثاق المسئولية كخارطة طريق لسياسيته الاقتصادية منطلقا من قناعة عميقة من ان هذا الميثاق سيساهم قي اطلاق عجلة النمو و خلق فرص عمل جديدة. و التساؤل الان كيف سيتعامل الرئيس هولاند مع نتائج محتملة لهذه الانتخابات تضع الاشتراكيين في وضع حرج مع اليمين المتطرف و اليمين التقليدي الذي يتصيد اي فرصة لإضعاف الاشتراكيين امام الرأي العام و إظهار عدم قدرتهم على إدارة شؤون البلاد..هل سيتجاهل هذه النتائج إيمانا منه بان تائيرها على الرأي العام الفرنسي محدود جداً بحكم رهاناتها التي تبدو نسبيا بعيدة عن انشغالاته الفرنسيين اليومية و بحكم نوعية الطبقة السياسية التي تتبارى على مقاعد البرلمان الاروبي ؟؟ لن يستطيع الرئيس هولاند تبني هذا الموقف و هو الذي نشر منذ ايام قليلة مقالا في صحيفة لوموند الفرنسية النافدة يلح فيه على حيوية المشروع الاروبي و يوجه انتقذات لاذعة لمن يريد كسر ركائز البيت الاروبي الموحد و يشكك في فعاليته في عملية حفظ السلام و ضمان النمو الاقتصادي ... فخلال حملة الانتخابات الاروبية ظهر الى الوجود تياران تجاوزا الشرخ االسياسي التقليدي بين اليمين و اليسار. الاول يطنب في مدح آليات البيت الاروبي الموحد و الفكرة الاروبية على العموم كونها في قناعتهم ساهمت في إرساء السلام في أروبا... القارة التي عرفت أعنف و أبشع الحروب على مدى قرون بالاضافة الى انها ساهمت في تكوين فضاء اقتصادي قوي يخاطب العالم بعملة قوية واحدة و ينافس اكبر التجمعات الاقتصادية العالمية . ام التيار الثاني الذي يركب موجته متطرفو اليمين و اليسار مرورا من مارين لوبين الى جان لوك ملونشون فيروج لفكرة مفادها ان الازمة الاقتصادية التي يتخبط فيها المجتمع الفرنسي منبعها البيروقراطية التي تحكم مصير الشعوب انطلاقا من بروكسل ومصدرها العملة الموحدة التي تحد من هامش مناورة الدول الاروبية وتجعلها تخضع لسقف سياسيات سنها تقنوقراطيون لا علاقة لهم بالواقع السياسي الوطني ...و من تم ارتفعت أصوات بمناسبة هذه الانتخابات للمطالبة بالخروج من العملة الاروبية الموحدة اليورو و العودة الى العملات الوطنية . و من الكوابيس التي يخشاها فرنسوا هولاند هو ان يحقق هذا التيار الاروبي المتشائم نتائج جيدة في صناديق الاقتراع ترغمه على اتخاذ مبادرات ذات بعد وطني ..و يجمع المراقبون على الاعتبار انه في حال حققت الجبهة الوطنية بزعامة مايرن لوبين اختراقا جديدا في هذه الانتخابات فان ذلك سيساهم في تقوية مواقعها داخل عائلة اليمين الفرنسي التي تبحث عن قائد يحل مكان نيكولا ساركوزي ويهيئ البديل السياسي لفرانسوا هولاند في السباق الرئاسي الذي ينتظر الفرنسيين عام ٢٠١٧.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.