قمة أفريقية في فرنسا ضد بوكو حرام



تتجه أنظار العالم الى باريس التي تحتضن قمة افريقية مصغرة تناقش قضايا الأمن و الإرهاب في نجيريا و المنطقة....استدعاء هذه القمة جاء على خلفية الغضب العارم الذي تتسب فيه خطف حوالي مئتي تلميذة من طرف المجموعة الارهابية بوكو حرام . و قد احدث هذا الاختطاف تعبئة دولية طالبت المجموعة الدولية ببذل كل الجهود من اجل اطلاق سراح الراهائن و القضاء على هذه المجموعة الارهابية التي تهدد امن و استقرار المنطقة....
هذه القمة التي تعقد بطلب من الرئيس النيجيري جون تان كودلاك  تحضرها الدول المجاورة لنيجيريا مثل الكاميرون النيجر التشاد و البنين بالاضافة الى ممثلين عن بريطانيا و الولايات المتحدة و الاتحاد الاروبي   تهدف أساسا الى إيجاد حل أمني و سياسي لظاهرة بوكو حرام و التي أصبحت أنشطتها تهدد بالانتشار بالمنطقة بكاملها بعد  ان كانت محصورة في نيجريا ...و يرى المراقبون ان حضور الرئيس الكاميروني بول بيا هو إقرار قوي بان ظاهرة بوكو حرام أصبحت كابوسا إقليميا يؤرق المنطقة بكاملها ...بيان صادر عن الرئاسة النيجيرية يلخص أجندة  هذه القمة  و هي تعقد "لمناقشة استراتيجيات جديدة حول التهديد الامني الذي تمثله بوكو حرام ومجموعات ارهابية اخرى في غرب ووسط افريقيا" و فق ما جاء في البيان .


التحديات التي تنتظر  هذه القمة تنقسم الى شطرين هامين .الاول هو محاولة اطلاق سراح رهائن بوكو حرام ...عن طريق وسائل تفاوضية مع الخاطفين حفظا على سلامتهن.  و في هذا الإطار نشرت الولايات المتحدة و بريطانيا و فرنسا خبراء ميدانيين لمساعدة الجيش النيجيري للتوصل الى صيغة تسمح للتلميذات المختطفات  بالعودة الى منازلهن...و لا يستبعد المراقبون تخوفهم من ان تنتهي الأمور  بمأساة كبيرة انطلاقا من تجربة عاشتها نيجريا في الماضي عندما تعامل الجيش النيجري مع ظاهرات الخطف و قتل في عملية عسكرية الخاطفين و المخطوفين في مقاربة استئصالية لا تعرف منطق التفاوض .
التحدي الثاني الذي ينتظر هذه القمة الافريقة هي محاولة إيجاد معالجة إقليمية لظاهرة بوكو حرام الارهابية ...فهذه المجموعة المتشددة الإرهابية تهدد بالانتشار عبر الدول المجاورة لنيجيريا و تستغل الحدود بين الدول المجاورة التي لا تضبطها قوات عسكرية رادعة  لنشر فكرها و لاستقطاب اتباع جدد لها   ...هناك شبه إجماع دولي لاستبعاد اي تدخل عسكري دولي في نجيريا على الطريقة التي اتخذها  التدخل العسكري الفرنسي في مالي عبر عملية سيرفال و في افريقا الوسطى عبر عملية سانكريس...

و بقدر ما يستبعد المحللون عملية عسكرية دولية في نيجريا بقدر ما يتوقع المراقبون ان تمارس المجموعة الدولية ضغوطات على الحكومة  النيجرية بزعامة كودلاك جوناثان لكي  يغير مقاربته الاقتصادية و السياسية في علاقاته مع  منطقة الشمال التي تشجع ظروف عيشها على تكريس  بيئة الفقر و الحرمان وتحفز الجماعات المتشددة على استغلال هذه الأرضية لتكوين جماعات ارهابية و إجرامية .
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.