فرضية العمل الإرهابي ضد الطائرة المصرية و عواقبها.

فرضية العمل الإرهابي ضد الطائرة المصرية و عواقبها.
مصطفى الطوسة

بالرغم من أن علامات الاستفهام لا زالت تلف مصير الطائرة المصرية التي تحطمت في المتوسط قبل أن تحط الرحال في القاهرة  و أن السلطات الفرنسية لم تحسم أمرها حول الأسباب التي أدت إلى سقوطها كما تؤشر إلى ذلك التصريحات الأخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إلا أن الاتجاه العام الذي يصنعه خبراء أمن الملاحة الجوية و المحللون السياسيون يصب في اتجاه  الفرضية الإرهابية ..علما أن البحث جار على العلب السوداء التي ستكشف  حقيقتها فور العثور عليها....

وفي انتظار ذلك تخيم على المشهد السياسي و الإعلامي الفرنسي ظلال قاتمة و تساؤلات تقشعر لها الأبدان...ما العمل إذا تبين أن اختفاء الطائرة المصرية كان نتيجة عملية إرهابية ؟  ما هي العبر التي يتوجب استخلاصها في حال تأكدت هذه  الفرضية الإرهابية  ؟ الإعلام الفرنسي طرح هذه الإشكالية بحدة و ذهب البعض  إلى حد وصف الأسلوب المحتمل الذي قد تكون الجماعات الإرهابية استعملته لإسقاط هذه الطائرة ضاربا بذلك العلاقات المصرية الفرنسية المصرية في محاولة لزعزعة الحلف بين القاهرة و باريس المنخرط دوليا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية ...فهناك من تحدث عن احتمال زرع عبوة ناسفة داخلها و هناك من أشار إلى إمكانية تعرضها لقصف صاروخي قد يكون انطلق من السواحل الجنوبية للمتوسط ....وقد شكل الحديث عن هذه الفرضيات بتفاصيل كثيفة منبع قلق قوي للرأي العام الفرنسي كما أشارت إلي ذلك التغطية الصاخبة التي صاحبت هذا الحدث الأليم من طرف شبكات الإذاعة و التلفزيون الإخبارية الفرنسية ...

الفرضية الإرهابية تطرح عدة تحديات على المنظومة الأمنية الفرنسية التي تعيش تحت نظام حالة الطوارئ منذ الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس شهر نوفمبر الماضي حيث وضعت نظريا وعمليا كل المواقع الحساسة و على رأسها المطارات تحت حراسة أمنية مشددة ومن تم قد تشكل هذه التطورات اختراقا أمنيا لهذه  المجموعات الإرهابية التي وعدت في أدبياتها عبر شبكات التواصل الاجتماعية  بتوجيه ضربات إرهابية موجعة إلى فرنسا بحسب ما اعترف به مؤخراً احد كبار المسئولين الأمنيين الفرنسيين... فهذه الفرضية الإرهابية قد تظهر هفوات  و حدود الخطة الأمنية التي وضعتها الحكومة الفرنسية لحماية التراب الوطني من هجمات إرهاب داعش و أخواتها.

وقد تنعكس هذه الوضعية سلبا على المشهد السياسي و الأمني خصوصا وان فرنسا مقبلة على  تنظيم إحدى اكبر التظاهرات الرياضية و الشعبية لكرة القدم...بالإضافة إلى أن هذه الفرضية قد تصب الزيت على نار جدل سياسي فرنسي داخلي مستعر يوجه فيه اليمين المعارض انتقادات لاذعة إلى اليسار الحاكم و يأخذ عليه عدم قدرته على  اتخاذ القرارات اللازمة لحماية التراب الفرنسي ...وفد تكتسي هده الانتقادات أبعادا  سياسية حاسمة خصوصا وان فرنسا تعيش على وقع الاستعدادات لحملة انتخابية رئاسية يحاول من خلالها الرئيس هولاند طلب ثقة الفرنسيين لنيل ولاية ثانية.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.