فرنسا تحارب التطرّف الديني داخل المجتمع

فرنسا تحارب التطرّف الديني  داخل المجتمع 

مصطفى الطوسة  

 

على خلفية المِحنة الأمنية التي تعيشها فرنسا بسبب الاعتداءات الإرهابية ارتفعت أصوات داخل المجتمع الفرنسي للدعوة الى بلورة  سياسية يكون عنوانها الأساسي محاربة التطرّف ..و قد تم الإعلان عن عدت خطوات تهدف الى القضاء على العوامل التي تجعل بعض  الشباب الفرنسي  يستمع بآذان صاغية الى خطاب التطرّف و الاستقطاب الجهادي ...وقد تناولت وسائل الإعلام الفرنسية بإسهاب كبير الهفوات التي كشفته هذه الحقبة الحساسة ..

 

 

فالاعتداءات الإرهابية كشفت للرأي العام الأوروبي أن هناك فضاءات واسعة سقطت في أيدي المتطرفين و محترفي غسل الأدمغة آلتي سمحت لهم حرية التحرك و المعتقدات الغربية النشاط في المساجد و المراكز الإسلامية ...و قد ذهب ضحية هذا الاستقطاب القوي أجيال من أبناء المهاجرين و حتى بعض  الفرنسيين  من أصول غير عربية ... البعض يعزو هذه الظاهرة الى التسامح الذي أظهرته السلطات الأوروبية عن قَصد او عن جهل اتجاه الخطاب المتطرف ...الكل يتذكر التسمية التي كانت تطلق في تسعينات القرن الماضي على العاصمة البريطانيين لندن  التي كانت  تسمى لندنستان للاستقبال و الحماية التي كانت تمنحها آنذاك للأيقونات الجهاد العالمي و حاملي الفكر المتطرف ...أنشطة هؤلاء على التراب الأوروبي و تواصلهم مع جيل من العرب و المسلمين يعيشون حالة تهميش و إحباط ا اجتماعي..  

 

هذه الأوضاع زادت من  الكابوس الذي أصبحت أمواج الهجرة القادمة من الشرق  تشكله على المجتمع الفرنسي . ف التخوف موجود من ان تستغل المنظمات الإرهابية قنوات اللجوء السياسي  و الإنساني  القادمة من سوريا و العراق و تزرع عناصر لها داخل هذه المجموعات و وتجندها   في مشاريع إرهابية .. هذا  التخوف دفع بالبعض الى المناداة بإعادة النظر في سياسية الاستقبال وحتى إلى غلق الحدود .. وقد ارتفعت أصوات في أوروبا للمطالبة بعدم خلط بين مصير اللاجئين و المجموعات الإرهابية مثل القاعدة و تنظيم داعش لكن على وقع الصدمة الإرهابية آلتي ضربت فرنسا أصبحت هده الأصوات اقل نفوذا و أصبح الخوف و الهلع و المقاربة الأمنية هي سيدة الموقف. 

 

 

 و لمعالجة هذه الأزمة هناك عدة مشاريع يتم إطلاقها لمحاربة فكر التطرّف و منعه من استقطاب الشباب و من بينها تجريم اي مبادرة تهدف إلى نشر خطاب ديني متشدد عبر إلقاء القبض و إبعاد  الآئمة  المسئولين عن هذا التطرّف إلى  بلدانهم الأصلية و تجريدهم من الجنسية الفرنسية  كما اتخذ المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية قرارا بمنح نوع من دبلوم الصلاحية لكل إمام بعد التأكد من معرفته الدينية و أنها لا تتناقض مع قيم الجمهورية بالإضافة  إلى أن الحكومة أطلقت عدة ورشات تحت عنوان محاربة التطرّف الديني ..بالإضافة إلى تجريم  المواقع التي تمجد الإرهاب و العنف و التطرّف . كل هذه الخطوات تهدف الى تجفيف  مساحات ترويج الخطاب المتطرف الذي تبين انه الوقود الأساسي لكل المشاريع الإرهابية التي  تهدد فرنسا.  

 

 

 

Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.