فرانسوا هولاند و الحرب الفرنسية على داعش

فرانسوا هولاند و الحرب الفرنسية على داعش 

مصطفى الطوسة 

 

في الخطاب الذي ألقاه الاثنين الرئيس الفرنسي فرانسوا  هولاند  أمام البرلمان الملتئم بغرفتيه في قصر فرساي ظهرت إلى الوجود ملامح الإستراتيجية الفرنسي لمحاربة الإرهاب على المستويين الدولي و الداخلي ..ما يؤشر إلى ان فرنسا و على خلفية الاعتداءات الإرهابية التي ضربتها الجمعة الماضي ستكون في طليعة الدول المحاربة لداعش ...و خير دليل على ذلك الأجندة الدبلوماسية للرئيس هولاند الذي سيزور موسكو و واشنطن لعقد لقاءات حاسمة مع كل من فلاديمر بوتين و باراك اوباما ...

 

في خطابه أمام البرلمانيين لمس المراقبون منعطفا في المقاربة الفرنسية  لمحاربة الإرهاب على المستوى الدولي ...فهولاند لأول مرة يؤكد للرأي العام الفرنسي بان داعش تشكل العدو الأول و  الخطر الداهم و أعطى الانطباع انه غير سلم أولياته بالقضاء أولا على داعش و بالسهر بعد ذلك على بلورة صيغة سياسة انتقالية في سوريا يكون فيها بشار الأسد غائبا ..  و لتحقيق هذه الأهداف أقر  الرئيس هولاند بضرورة إنشاء تحالف دولي واحد لمحاربة داعش عِوَض تحالفين يحملان أجندات متناقضة الأول بقيادة الولايات المتحدة  و الثاني بزعامة روسيا ... و قد أعطى الرئيس هولاند زخما للحرب الدولية على الإرهاب بالتأكيد على أن فرنسا تجند كل مواردها العسكرية و السياسية للقضاء على داعش و قد ذهب رئيس الحكومة مانويل فالس إلى ابعد من ذلك مؤكدا أن أجهزة الأمر الفرنسية ستلاحق و تضرب المسئولين عن اعتداءات باريس أينما كانوا .. 

 

المقاربة الفرنسية لمحاربة الإرهاب تملك أيضا شقا داخليا .فالرئيس هولاند وبعد اللقاءات التي عقدها مع زعماء المعارضة في قصر الاليزيه استمع لبعض مقترحاتهم و نقلها في خطابه و تبنى بعضها في خطوة أريد منها التأكيد على الإجماع الوطني في محاربة الإرهاب القاتل ..من بين هذه المقترحات بلورة قوانين و إجراءات جديدة تزيد من الضغط على الأوساط  الدينية   المتعاطفة مع الجهاديين و قد تحدث هولاند أيضا على إمكانية سحب الجنسية الفرنسية من المشتبه في تعاطفهم مع هذه الحركات العنيفة كما أشار ضمنا  إلى المقترح الذي كان الرئيس السابق نيكولا ساركوزي تقدم به و هو وضع كل المصنفين تحت بطاقة س إي الذين يشكلون خطرا على الأمن القومي الفرنسي تحت رقابة مستمرة و فرض أسورة الكترونية عليهم. 

 

 

الرئيس هولان أكد أيضا على أن هذه الإجراءات تمر عبر تمديد لحالة الطوارئ و تغيير في الدستور لما يضمن لأجهزة الأمن حماية قانونية للقيام بعملها في أحسن الظروف مع احترام لمبدأ دولة القانون ...وقد فاجأ هولاند المراقبين و المعارضة اليمينية بتبنيه هذه اللهجة الحازمة التي تهدف إلى طمأنة الرأي العام الفرنسي الخائف من تكرار هذه الاعتداءات الإرهابية ومن دخول ثقافة الانتحاريين إلى المجتمع الفرنسي في سابقة خطيرة تشجع الخوف و الهلع  .. وقد تلقت الطبقة السياسية الفرنسية بارتياح الإعلان عن مقاربة هولاند لمحاربة الإرهاب     

 

 

Normal 0 21 false false false FR X-NONE AR-SA /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.