فرنسا تفعل سلاح القضاء ضد بشار الأسد

 
فرنسا تفعل سلاح القضاء ضد بشار الأسد
مصطفى الطوسة

في الوقت الذي يتركز فيه اهتمام العالم على شخص و نظام بشار الأسد متسائلا هل من الضروري إشراكه في الحرب الدولية على داعش أم يتوجب إقصائه نهائيا من اللعبة السياسية السورية ...تواصل فرنسا حملة انتقاداتها لبشار الأسد محاولة عزله دوليا و التركيز على مسؤوليته في المآسي التي تعيشها سوريا منذ أكثر من أربع سنوات ...فبعدما استغل فرانسوا هولاند منصة الأمم المتحدة للمطالبة بعزله و رحيله عن السلطة كشرط أساسي لإنجاح الحرب الدولية على الإرهاب و ضمان مرحلة انتقالية لإيجاد حل سياسي للازمة السورية  فعلت فرنسا سلاح القضاء  ضد بشار الأسد في محاولة للتركيز علي مسئوليته و مسئولية نظامه في ارتكاب ابشع الجرائم التي تعرض له الشعب السوري ...


ففي  خضم الجدل الدولي حول مصير الأسد كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان فرنسا فتحت تحقيقا أمام قضائها يستهدف نظام بشار الأسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية  و استعمل المسئول الفرنسي نبرة قوية لتنصيف هذه المبادرة و وضعها في إطارها السياسي و القضائي عندما قال انه " في مواجهة هذه الجرائم التي تصدم الضمير الإنساني و بيروقراطية الرعب و إنكار قيم الإنسانية ، من مسئوليتنا التحرك ضد إفلات القتلة من العقاب "

توقيت هذه  المبادرة الفرنسية جاء ليسلط الضوء على حصيلة بشار الأسد و مسئوليته في الإبعاد البشعة التي أخذتها الأزمة السورية ، في الفوضى الأمنية التي يعيشها المتجمع السوري وفي التهديدات الإرهابية التي أصبحت سوريا تشكلها على  امن و استقرار العالم  ...و جاء الكشف عن هذا التحقيق القضائي الفرنسي متزامنا مع خطوات بعض الدول مثل روسيا لمحاولة تلميع صورة بشار الأسد و إدماجه في المعادلة الأمنية الإقليمية لمحاربة داعش ...فكل من موسكو و طهران جعلتا من الدفاع عن بشار الأسد و الإبقاء على نظامه احدى ركائز سياستهما  في المنطقة الى درجة دفعت بالرئيس فلاديمير بوتين الى القول ان الجيش النظامي السوري هو الوحيد القادر على مبارزة ميدانية ضد داعش ...

في هجومه على بشار الأسد قال الرئيس هولاند كلمته الشهيرة  انه لا يمكننا أن نساوي بين الضحايا و الجلاد .. وجاء هذا التحقيق القضائي ضد بشار الأسد في  فرنسا ليثبت للرأي  العام الفرنسي و الدولي صفة الجلاد  لحاكم دمشق ...و الرسالة الأساسية هي محاولة محاربة جو عام بدأ ينشر ظلاله داخل الرأي العام الدولي مفاده ان نظام بشار الاسد  اقل خطورة و اقل إجراما من داعش التي تهدد بالاستيلاء على الحكم في سوريا .. و التساؤل الذي يطرح نفسه بحدة حول هذا الموضوع .. هل يتكون للتحرك الفرنسي انعكاسات حقيقة على مجري الأمور و الخيارات الدولية في هذا الإطار خصوصا تلك الداعية إلى فتح حوا مع بشار الأسد آم سيبقى ذلك مجرد بخار إعلامي فرنسي مرحلي محدود التأثير و الفاعلية ؟              



Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.