ساركوزي في زيارة الى المغرب ببرنامج رئيس دولة

 ساركوزي  في زيارة الى المغرب ببرنامج رئيس دولة 
مصطفى الطوسة

يستقطب نيكولا ساركوزي الأضواء اليوم من خلال الزيارة التي  يقوم بها الى المغرب عبر  حيثياتها و أجندتها ...فزعيم المعارضة اليمينية و رئيس حزب الجمهوريون المعروف بالعلاقة الحميمية التي احتفظ بها مع المغرب يقوم بهده الزيارة في ظرفية سياسية  حساسة بالنسبة للمشروع الحزبي الذي طرحه على الرأي العام الفرنسي و الذي يستعد من خلاله تقديم بديل سياسي لليسار الحاكم...أجندة هذه الزيارة تلقي الضوء على الأهمية التي توليها السلطات المغربية لهذا التحرك الفرنسي ...برنامج الزيارة يشبه برنامج رئيس دولة يقوم بزيارة رسمية ... نيكولا ساركوزي سيعقد لقاء مع مناضلي الجمهوريون في المغرب تم يضع أكليلا من الزهور في ضريح محمد الخامس ثم يعقد لقاءات سياسية متتالية  مع كل من وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ووزير الداخلية  محمد حصاد و رئيس الحكومة عبدا لإله بن كيران و وزير العدل مصطفى الرميد ...كما سيستقبله الملك المغربي محمد السادس...


قبل هذه الزيارة كان نيكولا ساركوزي استقطب الاهتمام بتصريحات ملفتة حول المغرب في معرض توجيهه لانتقادات لاذعة لقيادة التحالف الدولي ضد داعش الذي فشل في القضاء على هذه المجموعة الإرهابية و منعها من التوسع و بسط سيطرتها على مناطق واسعة في العراق سوريا و ليبيا ...نيكولا قال بالحرف " أنا لاأ قول إن الأمور سهلة ..إنها معقدة ..إن مستقبل المتوسط هو مشكلتنا ..يجب علينا العمل على تشجيع أنظمة معتدلة في جنوب المتوسط....في المغرب لحسن الحظ لدينا ملك عظيم عين رئيس حكومة من التيار الإسلامي لضبط الأوضاع هناك ".

و يجمع المراقبون على الاعتبار ان هذه الزيارة لساركوزي في المغرب  لا تخلو من حسابات سياسية داخلية ..فالمعارض  نيكولا ساركوزي وضع نصب أعينه سياسة سحب البساط من تحت أقدام الرئيس الاشتراكي الحاكم فرانسوا هولاند و ذلك عبر توجيه اللوم  و الانتقاد لسياسته الخارجية ...فخلال الزيارة التي قام بها لإسرائيل أصر نيكولا ساركوزي على إسماع القيادة الإسرائيلية تحفظاته اتجاه المشروع الذي تنوي الدبلوماسية الفرنسية صياغته لمحاول إنعاش المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية و تقديم انتقاداته للمقاربة الفرنسية اتجاه ملفين ساخنين الأزمة السورية و النووي الإيراني ..

أما في علاقاته مع المغرب فقد تميز موقف اليمين تحت قيادة  ساركوزي بتوجيه اللوم لليسار الحاكم خلال السنة الطويلة التي تدهورت خلالها العلاقات المغربية الفرنسية الى حد تجميد التعاون القضائي و الأمني ...و بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت فرنسا شهر يناير الماضي كان لتنديد اليمين الفرنسي لهذا التدهور و أسبابه وقع حاسم في إقناع القيادة اليسارية بوضع حد لهده القطيعة و النفور مع المغرب و التوصل الى تفاهم سياسي على  أسس قضائية جديدة ...و يلح المراقبون على إقامة رابط سياسي و إعلامي بين الزخم الذي سيستقبل المغرب به نيكولا ساركوزي و اللقاءات السياسية على أعلى مستوى و بين الزيارة التي قام بها مؤخرا فرانسوا هولاند إلى الجزائر... 
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.