فرانسوا هولاند ما بعد منعطف شارلي ايبدو

فرانسوا هولاند ما بعد منعطف شارلي ايبدو
مصطفى الطوسة

لحظات تاريخية  تعيشها فرنسا بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت مقر صحيفة شارلي ايبدو و المتجر اليهودي في باريس ...منعطف سيكون له ما بعد و ماقبل... أهمية و مستويات التغيير تعكسها بصورة واضحة التظاهرات الضخمة التي شهدها الشارع السياسي الفرنسي و تعبئة الطبقة السياسية الفرنسية التي أظهرت اجماعا وطنيا مقدسا باستنثاء اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين التي اختارت ان تغرد خارج السرب

اجمع المراقبون ان فرانسوا هولاند الرئيس... ذي الشعبية المتدنية و الأداء الحكومي الضعيف سياسيا استطاع ان يدير هذه الأزمة بطريقة قد  تغير ملامح المعادلة السياسية الفرنسية ...أولى هذه التغييرات السياسية  توجد على مستوى  مقاربة الفرنسيين  ..فقد تغيرت نظرتهم لشخصه و لسياسته...بعض كاتبي الافتتاحيات في الصحف الفرنسية  أكدوا ان الرئيس هولاند تقمص لأول مرة دور الرئيس بعدما كان يعطي الانطباع ان المهمة الرئاسية  اثقل بكثير من قدرته عبر التحمل و الأداء ..

و جاءت هذه المِحنة  لتبرز الى  الوجود قدرته السياسية على القيام  بدور على مستوى التحديات الأمنية و الاساسية التي تفرضها هذه الأحداث اللاليمة ...صوره المتعددة و المعبرة  مع قوات الأمن و الجنودالفرنسيين... قراره بإرسال حاملة الطائرات شارل دي كول الى الخليج لتكثيف الحرب الدولية على تنتظم ارهابي مثل داعش ..ضغطه الشخصي على الحكومة و البرلمان لسن قوانين تحاول القضاء على ظاهرة الجهاديين  الفرنسيين..كلها خطوات كان الهدف منها طمأنة الرأي العام الفرنسي الخائف من انفلات الوضع ...

التحدي الاخر الذي كان ينتظر فرانسوا هولاند هم محاولة الحفاظ على الاستقرار الداخلي للمجتمع الفرنسي و التعايش السلمي بين مختلف مكوناته المسلمة المسيحية او اليهودية  ...كون هذه الاعتداءات الإرهابية جاءت في ظرفية خاصة تتميز بانتعاش ملحوظ للإسلاموفوبيا دفع بالبعض الى التعبير عن خشيتهم من ان  تزرع روح الفتنة و الصراعات الداخلية داخل المجتمع الفرنسي و ان توجه اصابه الاتهام الى الفرنسين المسلميين و يحملهم وزر فظاعة هذه الأحداث ...

ويعتقد المراقبون ان  موقف الرئيس هولاند جاء  في مستوى التحديات اذ اصر في كل تدخلاته و خطابته على التمييز بين الاٍرهاب الأعمى و الديانة الأسلامية ... بين هؤلاء الإرهابيين  المغسولة دماغهم و الذين يخدمون اجندات خارجية و بين واقع المسلميين في فرنسا الذين يتعايشون بسلم و سلام مع باقي مكونات المجتمع الفرنسي ... و قد أكد في الخطاب الذي  القاه في معهد العالم العربي ان المسلميين في العالم هم اول ضحايا التعصب و التطرّف و عدم التسامح ....و جاءت هذه الرسالة القوية لتطمئن مسلمي فرنسا من ان حمايتهم و حماية ممتلكاتهم و مقدساتهم من بين أولويات الدولة الفرنسية في حربها الدائمة و المستميتة ضد الاٍرهاب و التطرّف ...         
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.