داعش يوحد دول الخليج

 


يجمع المراقبون على ان انعقاد القمة السنوية لدول الخليج في الدوحة هو في حد ذاته نجاح دبلوماسي كبير و لو تم تقصير مدتها الى يوم واحد عِوَض اليوميين التقليديين ...فالخلافات التي كانت تنخر الجسم الخليجي كادت ان تمنع انعقاد هذه القمة خصوصا الدوحة حيت وجهت مرارا اتهامات للسلطات القطرية بالعلاقات الغير الواضحة و المشبوهة  التي تقيمها مع عدة مجموعات متشددة تنشط في سوريا الإطاحة ببشار الأسد ...و عادة ما تسارع قطر في نفي هذه الاتهامات  مقدمة انخراطها في التحالف الدولي الذي يحارب داعش في المنطقة بإيعاز من الأمريكيين و الاروبيين كخير دليل على عدم صحة ما يسميه بعض الإعلام القطري بالتلفيقات المغرضة .

الأزمة بين قطر  وبعض الدول الخليجية مثل السعودية و الإمارات العربية المتحدة  انفجرت في مارس  الماضي حيث تمت علمية سحب السفراء في سابقة هددت كيان مجلس التعاون الخليجي و تسببت في جفاء هو الأخطر منذ تأسيس هذا المجلس في ثمانينيات القرن الماضي ... الاتهامات الموجهة للسلطات القطرية كانت لها علاقة مباشرة لدعمها لحركة الأخوان المسلمين التي ركبت موجة الربيع العربي و وصلت الى مقاليد السلطة في عدة بلدان عربية ... وقد جسد الخلاف الحاد بين السعودية التي عبرت عن دعمها للرئيس عبد الفتاح السيسي وقطر التي تمسكت بالرئيس المخلوع  الاخواني محمد مرسي ووجيشت قدراتها السياسية و الإعلامية لإضعاف مصداقية ما اعتبرته  السلطات الانقلابية في مصر ...جسد هذا الخلاف بؤرة الصراع بين البلدين

بعد جهود دبلوماسية مضنية لعبت فيها بلدان المغرب العربي دورا حاسما تم التوصل الى مصالحة بين هذه الدول الخليجية المتنافرة بعد ان انتزعت من قطر تعهدات بان تغير مقاربتها  للجماعات المتطرفة و ان تعمل على تطبيع علاقاتها مع مصر و باقي الدول الخليجية التي تشتكي من الخيارات السياسية لدولة قطر ...و يعتبر انعقاد هذه القمة في الدوحة لبنة هامة على هذا المسار التصالحي ...

الا ان العامل  الأساسي الذي يخيم عن هذه القمة و كان له الأثر الحاسم في انعقادها و بلورة أجندتها هو التخوف المشترك من التهديد الذي أصبحت حركة داعش الإرهابية تمثله على أمن و استقرارا الخليج ...فبعدما كان الاعتقاد سائدا بان الخطر محصور على الحلبة السورية شكل تنامي تهديد تنظيم الدولة الإسلامية حافزا أساسيا للم صفوف دول الخليج و صياغة سياسية دفاعية مشتركة للقضاء على هدا الخطر الداعشي القاتل ...و لعل نجاح قمة الدوحة و روح المصالحة الذي يخيم عليها سيقاس بحجم التعبئة و الوعي بهدا الخطر و الخطط التي سيصيغها المشاركون للقضاء عليه ...    
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.