نداء تونس ...بعد البرلمان ..رئاسة الجمهورية ؟؟

لم تنطفئ بعد اضواء الانتخابات التشريعية في تونس حتى انطلق لهيب الانتخابات الرئاسية ...فبعد اختيار نوابهم في البرلمان يستعد التونسيون انتخاب رئيس الجمهورية سيكون ثالث رئيس في تاريخ تونس منذ استقلالها في خمسينيات القرن الماضي .. لم يعرف التونسيون غير الرئيس الحبيب بورقيبة الذي جسد صورة صانع استقلال البلد .بقي في الحكم الى سنة ٧٨ حيث تعرض لانقلاب عسكري من طرف زين العابدين بن علي الذي أحكم قبضته السلطوية على تونس الى ان ارغمه الربيع العربي على التنحي و المنفى الى العربية السعودية ...

تأتي هذه الانتخابات الرئاسية في اجواء سياسية استطاع حزب نداء تونس الذي انتزع من الاعلام الغربي لقب الحزب العلماني ان يهزم التيار الاسلام و يتصدر المشهد السياسي التونسي جعلت منه القوة السياسية الاولى في تونس سيخرج حتما من صفوفها رئيس الحكومة المقبل ...لكن في انتظار ذلك المنعطف على التونسيين ان يختاروا رئيسهم الجديد ضمن قائمة تضم سبعة و عشرين مرشحا ...

و تتصدر هذه القائمة شخصيتان نافذتان ..الاولى هي المنصف المرزوقي الذي يسعى الى اعادة انتخابه و يعول كثيرا على حصيلة السياسية و هو الذي اشرف على هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة في تاريخ تونس و التي اعطت  الانطباع حتى الان للراي العام الدولي انها أخذت البلد الى بر الأمان الديموقراطي ..لكم بالمقابل يعيب علي التونسيون انه افقد المنصب الرئاسي هيبته بالاضافة الى الحسابات السياسيوية التى تبناها في علاقاته مع احزاب و حركات سياسية تونس في وقت كان البلد يطوح تساؤلات عن واقعه السياسي و الأمني ...

الرجل الثاني الذي يحظى باهتمام التونسيين هو زعيم حركة تونس المُتنصّرة في الانتخابات التشريعية الباجي القايد السبسي البالغ من العمر ثمانية و ثمانين سنة ...رجل تبوأ منصب وزير الداخلية و الدفاع و الخارجية في عهد الحبيب بورقيبة و رئيس البرلمان في عهد زين العابدين بن علي ... اصبح الان يجسد بالنسبة للبعض الأمل في ان يكون حصنا منيعا ضد رغبة التيار الاسلمي في الاستيلاء على مقاليد السلطة في حين يرى فيه اخرون محاولة لإعادة بعث العهد القديم بصيغة جديدة ...و ما ينمي هذه الاتهامات و الشكوك كون حزب نداء تونس احتضن فعاليات سياسية كان لها وزنها و رمزيتها في العهد القديم ... يشار الى ان حزب النهضة الذي يتزعمه راشد الغنوشي أمتنع عن تقديم مرشح يدافع عن ألوانه خلال هذا السابق الرئاسي تحت ذريعة انه يرفض مبدأ انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق الاقتراع المباشر...

وفي خضم حملة الرئاسيات لم يحددبعد حزب النهضة مرشحه المفضل علما انه كان قدم في الماضي دعمه للمنصف المرزوقي للوصول الى رئاسة الجمهورية ..و يراهن البعض على ان الحركة التي حصلت على تسعة و ستيني مقعدا من أصل ٢١٧ ستدخل في مسلسل مفاوضات ومساومات سياسية تكون رهاناتها المباشرة انتخاب الرئيس التونسي المقبل و خلفياتها تشكيل الحكومة التونسية المقبلة و تنظيم السلطة في البلاد.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.