العبر الدولية و الإقليمية من هزيمة الإسلاميين في تونس

 

غداة الإعلان عن النتائج الأولى للتشريعات التونسية سارعت المجموعة الدولية  لتوجيه رسائل تهنئة للشعب التونسي بنجاح التجربة التونسية في تخطي العقبات التي كانت تهدد مصيره بين انزلاق أمني و توثر سياسي و تناحر طائفي و سياسي ...من باريس مرورا بواشنطن تهاطلت الرسائل على تونس تنوه بالتجربة  الرائدة لهذا البلد الذي لعب دورا حاسما في إنعاش  فضاء الربيع العربي و التي أعطت الدليل القاطع ان صندوق الاقتراع قادر على نزع فتيل الأزمة و ضمان نوع من التعايش السياسي في تونس

الفوز الذي حققه حزب نداء تونس المنعوت إعلاميا  بالحزب العلماني المناوئ للإسلاميين و الذي فتح أبوابه  لشخصيات رمزية من نظام  زين العابدين بن علي فاجأ المراقبين من حيث المغزى السياسي التي حملها في طياته و التي تؤ شر إلى رسالة عقابية من الناخب التونسي لحركة النهضة بسبب فشل أدائها الحكومي ..جاء هذا الفوز أيضا ليلقي الضوء بطريقة مباشرة على تجارب البلدان المجاورة والتي ركبت امواج الربيع العربي


و توجد على قائمة هذه الدول مصر التي عاشت تجربة صعود الإسلاميين الى الحكم و تداعيات  إجهاض المسلسل الديمقراطي و عودة القبضة العسكرية الى مقاليد الحكم  عبر عملية انتخاب عبد الفتاح السيسي  في رئاسة الجمهورية ...فور ظهور الخيط الأبيض من الأسود في التجربة التونسية توجهت الأنظار مليئة بالتساؤل الى القاهرة ...لماذا نجح التونسيون في عملية انتقال ديموقراطي و سلمي للسلطة و هو المجال الذي فشل فيه المصريون بشكل فاضح أدى تجميد الحياة الديموقراطية و عسكرة المواقف و المقاربات ...صحيح ان تجربة وواقع تونس يختلف تماما عن تجاذبات الواقع المصري لكن ذلك لا يمنع ديمانكية المقارنة التي تظهر العيوب و الهفوات و النواقص

البلد الثاني الذي تلقى بشكل قوي حيثيات ما يقع في تونس هو لبييا الغارقة في صراعات أمنية و قبائلية  و التي أصبحت تونس  بمثابة واحة ديموقراطية تجاور جحيما  أمنيا ...فيكف سيتم التعايش بين هذين التجربتين في ظل تفاقم الأوضاع الأمنية الإقليمية المتفجرة علما ان تونس اغلقت حدودها خلال مدة الاقتراع تخوفا من ان تنتقل عدوى الفوضى الأمنية ...

ان تسارع واشنطن و باريس و باقي العواصم الأوروبية لمباركة  التجربة التونسية هو في حد ذاته  تعبير عّن الأمل في  أن تكون هذه التجربة مصدر الهام لباقي المنطقة التي تعيش صراعا بين الإسلام السياسي و باقي الحركات السياسية من اجل تنظيم ديمقراطي للسلطة ...و لا شك أن ما وقع في تونس سيشكل ضغطا إضافيا على الدول المغاربية و الخليجية التي تباشر استحقاقات انتخابية و التي تحت عنوان التخوف من الاسلام السياسي تعمل على وأد كل تجربة ديمقراطية.             
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.