مارتين أوبري أيقونة اليسار المستاء



ظلت طويلا بعيدة عن الاضواء الباريسية ...عمدة لمدينة في شمال فرنسا ...أعطت الانطباع انها تخلت عن اي أدوار وطنية ...لكن حتى و هي صامتة كان اسمها حاضرا بقوة في كل جدل سياسي يحرك اليمين المعارض او يهز أركان  اليسار الحاكم ..انها مارتين اوبري التي اصبح صيتها مرتبطا  لأقوى قانون  في فرنسا حدد ساعات العمل الى خمسة و ثلاثين ساعة ..و منذ سنوات طويلة اصبح الرهان الأساسي لأي فريق حاكم اما اعادة النظر  في هذا القانون او ترسيخه كعربون على استمرارية و وفاء لقيم االيسار الحاكم ...

عندما انتهت صلاحية جان مارك ايرو السياسية عقب هزائم انتخابية قوية  و فكر  فرانسوا هولاند في إيجاد خلف له ركز البعض اهتمامه  على شخصية مارتين اوبري لما تجسده من قيم لليسار كان الرئيس الفرنسي في أمس الحاجة لها من اجل طمأنة الغاضبين و تهدئة المتمردين من عائلته السياسة ...الا ان خيار هولاند وقع على مانويل فالس الذي  قدم للراي العام الفرنسي ميثاق المسئولية كوصفة سحرية لإعادة اطلاق عجلة النمو الاقتصادي و خلق فرص جديدة للعمل ...و جائت الاستقالات الجماعية لكل من وزير الاقتصاد أرنو مونت بور و زير التعليم بونوا  هامون و وزيرة الثقافة أوريلي فليبيتي  لتقوي التيار الغاضب داخل الحزب الاشتراكي ...و جاء تعيين إيمانويل ماكرون كوزير الاقتصاد و خياراته التي اعتبرت يمينية  حينما عبر عن عزمه اعادة النظر فيما يسمي اعلاميا بطابوهات اليسار التاريخية.

تكونت لدى شريحة كبيرة من الحزب الاشتراكي قناعة   ان السياسة المتبعة  من طرف الحكومة خاطئة يمكن ان تعيد اليمين الى الحكم و ان تفتح الطريق واسعة امام اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبين و جاء التعبير عن هذا الاستياء عبر التهديد بالامتناع  داخل البرلمان عن التصويت على الميزانية ..وفي هذا الإطار برز  نجم مارتين اوبري كإحدى القيادات المُحتملة لهذا التيار الغاضب الذي يريد ان يسمع صوته و يؤثر على مجرى الاحداث و الخيارات


وفي قراءة تحليلية لعودة مارتين اوبري الى الحلبة  السياسية الوطنية يراهن البعض على إمكانية ان تتبوأ عمدة مدينة ليل الشمالية منصب زعيمة هذا التيار المستاء وان تتحول الى أيقونة  غضب النواب الاشتراكين المتمردين على سياسية مانويل فالس ...هذه المعادلة الجديدة من شانها ان تمارس ضغطا اضافيا على فرنسوا هولاند و ان تخلط الأوراق في حال قرر رئيس الجمهورية عدم خوض غمار معركة  ولاية ثانية حيث تسعى مارتين اوبري الى تجسيد السياسية البديلة التي كان هولاند و عد بها في حملته الانتخابية و لم يستطيع تطبيقها لما وصل الى قصر الاليزي     
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.