مهدي نموش ...حلقة الوصل بين سوريا و كابوس اروبا

شكل خبر تعرف احد الصحافيين الفرنسيين الذين ذاقوا تجربة الخطف و الاحتجاز في سوريا من طرف تنظيم الدولية الاسلامية على مهدى نموش كأحد الجلادين الذي كان يحرسهم و يعذبهم تحت اسم ابوعمر ...شكل هذا الخبر بمثابة قنبلة إعلامية و أمنية كان لها الأثر الكبير في الرأي العام الفرنسي ...فالكشف عن هذه المعلومات جاء في خضم استعداد فرنسي للمشاركة في تحالف دولي يضع على أولويات أجندته محاربة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و سوريا ...

مهدي نموش الذي ارتكب اعتداءا إرهابيا ضد متحف يهودي في مدينة بروكسيل و الذي سلمته السلطات الفرنسية الى بلجيكا بعد ان ألقي عليه القبض في مدينة مرسيليا كان يجسد في رأي اجهزة الأمن الفرنسية ظاهرة الذئاب المستوحدة التي تستقطبها في الخفاء المنظمات الارهابية و تجرها الى مسارح الجهاد في الشرق العربي ...و كان هناك تخوف واضح من تعود هذه العناصر الجهادية الى فرنسا مشبعة بتجربة قتالية و معرفة فنية بطقوس الإرهاب للقيام باعتداءات على التراب الفرنسي او الاروبي ...

أهمية الاعتراف بان مهدى نموش كان من بين جلادي الدولة الاسلامية في سوريا انه يأتي بالدليل القاطع بان هناك علاقة لاجدال فيها بان هذا التنظيم الإرهابي استطاع استقطاب شباب فرنسي للقتال في صفوفه و تجنيده بعد ذلك للقيام بعمليات ارهابية في بروكسيل .و استطاع أيضاً ان يعيدهم الى التراب الاروبي للقيام بعمليات ارهابية ...السيناريو الذي كان يخشاه المتتبعون الأمنييون لهذه القضايا يتحقق امام عيونهم و يلقي الضوء بشكل ساطع على الإمكانيات التي يتوفر عليها تنظيم الدولة الاسلامية... و السهولة التي تتحرك بها هذه العناصر عابرة للحدود بين سوريا و تركيا التي أصبحت الحلقة الضعيفة في حماية الأمن الاروبي ...

هذا الوضع الجديد يطرح عدة تحديات على فرنسا التي كانت ظاهرة الجهاديين الفرنسيين في سوريا تؤرق أجهزتها الأمنية منذ اندلاع الازمة السورية ...هناك تخوف كبير من ان تكون هذه الظاهرة قد استقطبت عددا كبيرا من الشباب الفرنسي تكون عودتهم الى فرنسا تهديدا إرهابيا قاتلا على المجتمع الفرنسي ...و قد يؤثر ذلك على الخيارات السياسية و الدبلوماسية للرئيس فرانسوا هولاند ...

و يرى مراقبون ان التعبئة الفرنسية ضد داعش سببها الاساسي هو محاولة احتواء الخطر الإرهابي و منع تداعياته من ان تنتقل الى التراب الفرنسي و الاروبي ..فأجهزة الأمن الفرنسية وصلت منذ مدة الى قناعة من ان ارتدادات هذه المنظمة الارهابية ستطالها طال الزمن او قصر و خير دليل على ذلك التركيز االقوي الذي تمارسه داعش على شريحة من الشباب الفرنسي و الاروبي و السهولة التي تقنعه بها بالانخراط في صفوفها و عملياتها الجهادية ....يشار الى ان التقييم الأمني الفرنسي لهذه الازمة وصل الى نتيجة ان أحسن وسيلة لحماية الفرنسيين من عمليات ارهابية محتملة يبدأ بمحاولة القضاء على هذه المجموعات في عقر دارها و محاولة وأدها في المهد الذي تترعرع فيه ...
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.