قطر و تركيا ...أصدقاء حماس الإقليميين

مع دخول الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة جوا و بحرا و برا أسبوعه الثاني تحركت الآلة الدبلوماسية العالمية لمحاولة التوصل الى وقف لإطلاق النار و تهدئة بين الجيش الاسرائيلي و حماس . و جاءت الزيارات المتتالية لوزراء خارجية إيطاليا ألمانيا و فرنسا و الأمين العام لأمم المتحدة بان كي مون للمنطقة لتؤكد طابع الاستعجال المأساوي الذي أصبحت تعيشه هذه الازمة ..

و في خضم هذه الجهود الدبلوماسية طفى الى السطح دور لافت و أساسي لدولتين إقليميتين قطر و تركيا تبين بعد ذلك أنهما الحليفتيين الوحيدتين لحماس في المنطقة ... و ظهر ذلك جليا عندما طلب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من قطر التأثير على حماس من اجل إقناعها بقبول المقترح المصري بوقف اطلاق النار و الدخول في مفاوضات مع اسرائيل . و هو مقترح رفضته حماس بقوة و طلبت من قطر و تركيا صياغة مشروع تفاهم أمني و سياسي بينها و اسرائيل .و من تم بدى واضحا لقارئي الخريطة السياسية الشرق أوسطية ان حماس لا تثق الا في الدوحة و أنقرة كوسيط لحل أزمتها مع اسرائيل ....

علاقة حماس بقطر علاقة أصبحت تاريخية و قد وصلت أوجها عندما قام الامير حمد والد الامير تميم بزيارة وتاريخية لغزة عام ألفين و اثنى عشر صحبة الشيخة موزة بقيت عالقة فيه مخيلة الجميع لما كانت تحمله من دلالة سياسية و منعطف أساسي . و قد تزامنت هذه الزيارة مع ضخ ا ستثمارات قطرية هائلة قي القطاع اريد منها التعبير عن تضامن مع فلسطينيي القطاع الذين يعيشون حالة سجن مفتوح في غزة المحاصرة من طرف الإسرائيليين ... و قد جاء تعاطف قطر مع حماس في إطار استراتيجية الدعم العالمي لحركة الاخوان المسلميين الذي يؤطر الخيارات السياسية القطرية

اما علاقة حماس بتركيا التي يحكمها اليوم الاسلامي طيب رجب اردكان قفد توطدت بصفة قوية عندما هاجم الإسرائيليون باخرة مارمارة التركية التي كانت تشارك عام ألفين و عشر في جهد دولي لكسر الحصار على غزة عن طريق البحر ...و قد تتسبب هذا الحادث في تسيمم للعلاقات الإسرائيلية التركية لازالت حتى الان تعاني من تبعاته السلبية ...

تركيا و قطر البلدان الوحيدان الذي تقبل حماس بواسطتهم و نصائحهم لوضع حد لتدهور الأوضاع مع اسرائيل ..و في الوقت الذي يلاحظ الجميع عجز المجموعة الدولية عبر تراجع النفوذ الامريكي و العجز الاروبي و العربي على وقف النزيف و التصعيد ...تشاء سخرية القدر ان تكون قطر و تركيا من البلدان التي تقيم مع واشنطن علاقات استراتيجية متينة. يتجسد ذلك عبر احتضان قطر لقاعدة العيديد الامريكية ذات الأهمية العسكرية الكبيرة . اما تركيا فهي عضو ثمين فى الحلف الأطلسي لدرجة تسهر واشنطن دائماً على الدفاع على مصالحه حتى و ان أدى ذلك الى ازعاج حلفائها الاروبيين التقليديين ...
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
0 Comments

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.