ساعة الحقيقة للعجز الامريكي في المنطقة

  مع التهاب الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية عبر أزمة غزة و الاختراقات العسكرية التي حققها داعش في سوريا و العراق والتناقضات السياسية التي تهدد بانهيار وحدة العراق برزت جليا الى الوجود ملامح العجز الدبلوماسي الامريكي في كل تجلياته. عودة المواجهة العسكرية بين الجيش الإسرائيلي و حركة حماس من قطاع غزة أعادت الى واجهة الاحداث الفشل الامريكي الكبيرالذي منيت به الدبلوماسية الامريكية و هي تحاول إنعاش مشروع السلام بين الاسرئليين و الفلسطينين .

فالكل يتذكر الأهمية السياسية التي اولتها إدارة الرئيس باراك أوباما لملف السلام في الشرق الأوسط منذ وصول بارك أوباما للبيت الأبيض انطلاقا من قناعة ساسية عميقة لدى الديموقراطيين ان للملف الفلسطيني الاسرائيلي مركزية محورية في كل الأزمات التي تنتاب العالم العربي و الاسلامي .و من تم التصريحات المتحمسة التي أطلقها براك أوباما و من تم أيضاً الجولات المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمريكة جون كيري في محاولة لتحقيق الاختراق الدبلوماسي الذي فشل فيه الجمهوريون بزعامة جورج بوش قبل ان يودعوا الحكم ...

و يبدو ان كل ما حققته هذه الجولات الامريكية على المنطقة هو الحفاظ على توازن رادع بين حماس و الجيش الاسرائيلي في معادلة لا سلم ولا حرب ...و قد عاشت هذه الازمة هدوءا نسبيا سمح للفلسطينيين بتجاوز تناقضاتهم الداخلية و تكوين حكومة وفاق وطني بين السلطة الفلسطينية التي يقودها محمود عباس و حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المعزول إسرائيليا و إقليميا ...

و بقيت الأمور على هذه الوتيرة الى ان اشتعلت هذه الجبهة من جديد حيث قصف الجيش الاسرائيلي غزة و سكانها و أطلقت حماس صواريخ على اسرائيل منذرة باندلاع انتفاضة ثالثة قد يصاحبه اجتياح إسرائيلي بري جديد للقطاع... و امام هذه الوضع بقيت الادارة الامريكية مكتوفة الأيدي و اكتفت حتى الان بلهجة التنديد و تقديم النصيحة بالهدوء و ضبط النفس . يشار الى ان هذه المقاربة الامريكية و التي تعكس عجزا واضحا في التأثير على مجرى الأمور جاءت موازية مع خيارات استراتيجية و عسكرية أمريكية بعدم التدخل العسكري الفعلي في عدة أزمات في العالم و عدم نشر قوات أميركية إضافية في الوقت التي تسعى فيه الادارة الامريكية لسحب باقي قواتها المنتشرة في باقي مسارح الأزمات كافغانستان ...

أزمة اسرائيل و الفلسطينين بينت بوضوح العجز الذي وصلت اليه الدبلوماسية الامريكية في التأثير على مجرى الاحداث مكرسا بذلك تراجع النفوذ الامريكي في المنطقة ..وفي الوقت الذي تهدد فيه الأوضاع بالانفجار في غزة و بالفلتنان الأمني في دول الخليج المجاورة مع صعود حركات راديكالية مثل داعش يبدو ان تخلى الادارة الأميركية عن وساطة فعالة مع فشلها في الضغط على بنيامين نتانياهو و خيارها التخلي عن الخيار العسكري الرادع ستزيد الأمور تعقيدا و تطيل من أمد هذا الوتر .و ما يزيد الطين بلة موقف المتفرج الذي تتبناه دول الاتحاد الاروبي التي عادة ما تعول في مقاربتها على دور المحرك الفعال التي كانت الدبلوماسية تلعبه في المنطقة.
Comments or opinions expressed on this blog are those of the individual contributors only, and do not necessarily represent the views of FRANCE 24. The content on this blog is provided on an "as-is" basis. FRANCE 24 is not liable for any damages whatsoever arising out of the content or use of this blog.
1 Comments
اعتقد ان حماس واسرائيل كيان واحد لا ينفصلان وامريكا تعلم ذلك وان كل مايحدث بين حماس واسرائيل ما هو الا مسرحية كتب قصتها مؤلف امريكي . فلا داعي من الدبلوماسية الامريكيه ان ترهق نفسها . ولا داعي من تدخل دول الاتحاد الاروبي لانهم سبقو واطلعو على سيناريو المسرحية .

Post new comment

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.
  • No HTML tags allowed

More information about formatting options

CAPTCHA
This question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.